ما تفسير فشل الاستخباراتي الاسرائيلي بالعثور على منفذي عملية الاغوار بسرعة؟

الجمعة ٠٥ مايو ٢٠٢٣ - ١٠:٥٤ بتوقيت غرينتش

اكد الكاتب والباحث السياسي حمزة البشتاوي، ان الصهاينة يعتمدون على اجهزتهم الامنية والعسكرية وعلى العنصر الاستخباراتي لمواجهة حالة المقاومة المتصاعدة والممتدة في عموم الارض الفلسطينية وتحديداً في غزة والضفة.

وقال البشتاوي في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان قيام الاحتلال بالعمل الغادر والجبان بالاعتداء على نابلس واستهداف مجموعة من المقاومين كانوا قد نفذوا عملية الاغوار قبل اسابيع ماضية، قد بنيت على معلومات استخباراتية للكيان الصهيوني.

واعتبر العملية الغادرة والجبانة في نابلس، تدلل على ان هناك حاجة لدى حكومة نتنياهو الى اي عملية امنية من اجل تعويم هذه الحكومة التي اثبتت فشلها اليوم في ظل وحدة وتماسك جبهات المقاومة في فلسطين، مشيراً الى ان الكيان الصهيوني يعاني فشلا وعجزا وتآكلا لمنظومة الردع لديه ومن مأزق حقيقي حيث يحاول ان يصدر الازمات الداخلية من خلال عمليات امنية كما جرى في مدينة نابلس، ولكنها حالة في سياق الصراع وليست كأنجاز للعدو، لان العملية والمنفذون الفلسطينيون كانوا يخططون لعمليات ايضاً مستمرة في سياق الصراع مع الاحتلال ومستوطنيه.

من جانبه، اعتبر الباحث في مؤسسة يبوس للدارسات الاستراتيجية سليمان بشارات، ان الحالة النضالية الفلسطينية هي حالة صراع ادمغة مع الاحتلال الاسرائيلي.

وقال بشارات: ان الاحتلال كان يسعى دائماً لاستخدام اكبر قدر ممكن من الادوات والتقنيات والامكانيات الامنية والاستخباراتية، في المقابل يستخدم الشعب الفلسطيني والمقاومين سواء كانوا افراداً او منضوين تحت اطر تنظيمية وحزبية، مهاراتهم المتواضعة والبسيطة، ولكن في ذات الوقت يعتمدون على تراكم الخبرة والتجربة النضالية.

واوضح، ان ما جرى من تأخر الاحتلال في العثور على منفذي عملية الاغوار التي وقعت منذ شهر، واعتدى اخيراً على مدينة نابلس في الضفة الغربية واقتحمها بقوة كبيرة جداً واغتال المقاومين الثلاث بعد معركة استمرت لساعات، معتبراً ان الاحتلال الاسرائيلي ورغم امتلاكه ادوات التجسس والمتابعة والكم الكبير جداً، لكنه لم يتمكن من امساك هؤلاء المقاومين بشكل يسير ومباشر وقد امتد هذا الامر الى عدة اسابيع، وهو ما يمثل تفوق فلسطيني واخفاق وخيبة للاستخبارات الاسرائيلية الامنية ولاجهزة الاحتلال الذي يتغنى بانه صاحب تفوق تقني امام الجيوش الاخرى ويحاول ان يصدر منظوماته الامنية.

ولفت الى ان الاعلام الاسرائيلي ايضاً انتقد اجهزة الاحتلال الامنية، وتحدث عن اخفاقه بامساك الشبان الفلسطينيين وكيف انهم استطاعوا الهروب من مكان تنفيذ العملية في منطقة الاغوار، خاصة وان مكانها يعتبر مربع امني اسرائيلي كامل وتحت السيطرة الامنية الاسرائيلية، حيث انسحب هؤلاء المقاومون الى مدينة نابلس وتواروا عن الانظار لفترة ما يعتبر اخفاقاً للاحتلال الاسرائيلي.

كما اكد بشارات، ان قوات الاحتلال في بادئ الامر، دخلت نابلس سراً بزي عمال وزي نساء، وهذا يدلل على ان الاحتلال الاسرائيلي لا يستطيع ان يحدد الآلية والطريقة وانما هو يخاف ويخشى من اي احتياطات يمكن ان يقوم بها المقاومين، ويعتمد على المستعربين كثيراً.

بدوره، اكد المتحدث باسم حركة حماس عن القدس محمد حمادة، ان المقاومين الثلاث الذين اغتالهم الاحتلال الاسرائيلي في نابلس، كانوا نموذجاً لحالة المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية.

واعتبر حمادة قائلا: ان نمط المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، هو نمط سريع ونمط الشجاعة وعدم التردد ابداً، في ظل محاولات الاحتلال اليائسة بكسر شوكة المقاومة، وفشل في ذلك على مدى سنوات طويلة، مشيراً الى ان الاحتلال الاسرائيلي في السنوات الاخيرة قام بعدة عمليات كان الهدف منها ان يصل الى ما يسميه القضاء على الحالة المتصاعدة للمقاومة، لكنه كان يفشل في ذلك، ومن جهة اخرى يستمر في ممارسة اجرامه وعدوانه في الضفة ونابلس وجنين وطولكرم والقدس.