فاغنر تعلن انسحابها من باخموت بعد أيام وواشنطن تستبعد هجوما روسيا كبيرا على أوكرانيا

فاغنر تعلن انسحابها من باخموت بعد أيام وواشنطن تستبعد هجوما روسيا كبيرا على أوكرانيا
الجمعة ٠٥ مايو ٢٠٢٣ - ١١:١٩ بتوقيت غرينتش

قال رئيس شركة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين اليوم الجمعة إن قوات فاغنر ستنسحب من مدينة باخموت شرقي أوكرانيا في العاشر من الشهر الحالي، في حين قالت خدمات الطوارئ الروسية إن هجوما بطائرة مسيرة استهدف مصفاة إلسكي للنفط جنوبي البلاد، واستبعدت المخابرات الأميركية أن تشن موسكو هجوما كبيرا على أوكرانيا خلال العام الحالي.

العالم - روسیا

واعتبر رئيس شركة فاغنر أن "القتال بدون ذخيرة وتكبد خسائر بين مقاتلي فاغنر في باخموت أمر لا جدوى منه"، مرجعا قراره بسحب قواته من المدينة الأوكرانية بعد 5 أيام إلى عدم تأمين وزارة الدفاع الروسية الذخيرة لمقاتلي فاغنر، وأضاف أن الأخيرة ستسلم مواقعها في باخموت للجيش الروسي.

ونشر بريغوجين مقطعا مصورا على حسابه في منصة تليغرام ومن ورائه جثث يقول إنها لأفراد من قواته سقطوا في معارك باخموت بسبب شح الذخيرة.

وتهجّم بريغوجين مباشرة على وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وقائد الأركان الجنرال فاليري غيراسيموف مستخدما توصيفا بذيئا وسبابا مباشرا بحقهما لعدم إمداد قواته بالذخيرة المطلوبة، وهو ما قد يتسبب في مقتل عدد كبير منهم.

مصفاة روسية

وذكرت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء أن حادثة اليوم في مصفاة النفط إلسكي لم تسفر عن وقوع إصابات، مضيفة أنه تم إخماد الحريق.

ولم يتضح من يقف وراء الهجوم، رغم أن وسائل إعلام روسية ذكرت أن الحريق اندلع نتيجة هجوم بمسيرة أوكرانية على المنشأة.

ولا يعلن المسؤولون الأوكرانيون عادة مسؤوليتهم عن مثل هذه الهجمات داخل الأراضي الروسية، رغم أنهم يحتفلون بها في بعض الأحيان.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصفاة إلسكي، بالقرب من ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود في منطقة كراسنودار، حوالي 6.6 ملايين طن سنويا.

ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه على منشأة إلسكي النفطية في غضون 24 ساعة حيث تعرضت المنشأة لهجوم أمس الخميس بمسيّرة أوكرانية، ما أدى إلى اندلاع حريق في أحد خزانات الوقود.

وكانت روسيا اتهمت أوكرانيا بالمسؤولية عن شن سلسلة هجمات في الأسبوع الماضي استهدفت قطارات شحن ومخازن نفط غربي روسيا وشبه جزيرة القرم (جنوب أوكرانيا) التي ضمتها روسيا منذ العام 2014.

وأمس الخميس، اتهمت موسكو كل من كييف وواشنطن بالضلوع فيما يُعتقد أنه هجوم وقع قبل يومين بطائرتين مسيرتين على مبنى الكرملين، استهدف قتل الرئيس فلاديمير بوتين، وهو ما نفته أوكرانيا والولايات المتحدة.

وتعقيبا على حادثة مبنى الرئاسة الروسية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الجمعة إن هجوم المسيّرتين على الكرملين عمل عدائي، لافتا إلى أنّ روسيا سترد بخطوات محددة وملموسة.

وأضاف لافروف في تصريح أن كييف لن تحاول مهاجمة الكرملين بدون إخطار سادتها في الغرب وفق تعبيره. وأشار لافروف إلى أنّ الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي يعد دمية، وفق وصفه.

غير أن الوزير لافروف أبدى استعداد بلاده للحوار مع الغرب.

الاستخبارات الأميركية

واستبعدت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هينز أن تتمكن القوات الروسية من شن عملية هجومية كبيرة ضد أوكرانيا خلال العام الجاري، حتى إن لم ينجح الهجوم الأوكراني المضاد بشكل كامل.

وخلال جلسة استماع عقدت أمس الخميس أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، قالت هينز إن أوكرانيا قد لا تكون قادرة على مواجهة روسيا إذا توقفت معظم المساعدات العسكرية الغربية لها.

كما قالت المسؤولة الاستخباراتية الأميركية إنه من غير المرجح أن تستخدم روسيا أسلحتها النووية.

ويرى مراقبون أن ذلك يشير إلى التزام موسكو بضبط النفس حتى في الوقت الذي تتكبد فيه خسائر فادحة في الحرب بأوكرانيا والهجوم الأخير بالمسيرات على الكرملين.

وعقب اندلاع حرب أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022 لوّح مسؤولون روس بإمكانية استخدام السلاح النووي إذا تعرضت موسكو لخطر يهدد أمنها القومي.

ونهاية العام الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده قد تفكر بشكل رسمي في إضافة إمكانية توجيه الضربة النووية الوقائية الأولى لنزع سلاح خصم لعقيدتها العسكرية، وذلك بعد أيام فقط من تحذيره من أن نشوب حرب نووية آخذ في التزايد، ملقيا باللوم على الغرب.

تطورات الحرب

وأفاد حاكم مقاطعة خيرسون (جنوب) الأوكراني باستمرار القصف الروسي على عموم أراضي هذه المقاطعة الجنوبية.

وقال حاكم خيرسون إن الروس قصفوا مركز المدينة والقرى والبلدات الواقعة على طول خط المواجهة، مشيرا إلى إسقاط الطائرات الروسية قنابل موجهة فائقة الدقة على عدد من الأهداف في البنية التحتية.

وحث الحاكم في الوقت نفسه السكان على ضرورة الابتعاد عن أماكن القصف، والبقاء في أماكن آمنة.

كما أفاد الجيش الأوكراني بأن قواته صدت نحو 60 هجوما روسيا في اتجاهات باخموت ومارينكا وليمان شرقي البلاد.

وقال الجيش إن معارك محتدمة تدور في باخموت ومارينكا، وإن القوات الروسية نفّذت عمليات هجومية وصفها بالفاشلة على عدد من المحاور في باخموت، خصوصا منطقتي ماركوف وبوهدانيفكا.

وكانت العاصمة الأوكرانية كييف تعرضت لقصف جوي روسي الليلة الماضية، في حين أعلنت سلطات العاصمة التأهب الجوي ودعت المدنيين إلى البقاء في أماكن آمنة. وذكرت الإدارة العسكرية في كييف أن انفجارات وحرائق اندلعت في حي سولوميانسكي بالعاصمة.