عودة سوريا الى الجامعة العربية.. بداية إنحسار الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط 

عودة سوريا الى الجامعة العربية.. بداية إنحسار الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط 
الإثنين ٠٨ مايو ٢٠٢٣ - ٠١:٣٢ بتوقيت غرينتش

 تجاهلت الدول العربية بالاجماع، الموقف الامريكي الرافض لعودة سوريا الى الجامعة العربية، عندما اتخذت قرار عودتها لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، حيث ذهبت تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ادراج الرياح، عندما اعلن "إن دمشق لا تستحق هذه الخطوة".

العالم كشكول

وقف المراقبون على هذا التجاهل العربي للتحفظات الامريكية، وهو تجاهل يكشف تراجعا ملحوظا للنفوذ الأميركي في المنطقة، بل ان وكالة "بلومبرغ" الأميركية، وفي تقرير نشرته في وقت سابق من اليوم، اشارت فيه إلى الاستعداد المتزايد بين حلفاء امريكا لتشكيل مسار سياسي خاص بهم، وبناء علاقات استراتيجية أقوى مع خصوم الولايات المتحدة.

وفي محاولة خبيثة، المراد منها المساس بالاجماع العربي، بشأن عودة سوريا الى الجامعة العربية وطي صفحة الماضي، والانتقام لتجاهل العرب لها، قالت الخارجية الأميركية أن واشنطن "تفهم أن الشركاء يسعون للتواصل المباشر مع الرئيس السوري لمزيد من الضغط باتجاه حل الأزمة السورية".

وفي سياق ذات المحاولة الخبيثة اليائسة، قالت الوكالة الامريكية ان ما حصل "قد يكون أيضا انتصارا لإيران وروسيا، اللتين دعمتا الرئيس السوري بشار الأسد عسكريا ولكنهما بحاجة إلى مساعدة إقليمية لإعادة تأهيله دبلوماسيا".

هذا العجز الامريكي، بات واضحا وملموسا لدى دول وشعوب المنطقة، التي اصبحت تدرك مصالحها جيدا، وانها مصالح تتناقض مع المصلحة الامريكية، التي تتقدمها مصلحة الكيان الاسرائيلي دون غيره ، فهذه صحيفة "نيوزويك" الامريكية تعترف وبالخط العريض، "بأن القرن الذي شهد سيطرة واشنطن بدأ في الانتهاء في الشرق الأوسط".

ومن مؤشرات وعلائم أفول السيطرة الامريكية، كما كتبت صحيفة "نيوزويك"، هي "إلغاء اعتماد دول العالم على الدولار، الذي أصبح حتميا لا مفر منه".

وفي اعتراف امريكي نادر، قالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها "ان الولايات المتحدة تُهدد، وتُرسل جنودا، وتبدأ بالقصف، ولم تُمارس فن الإقناع على غرار الصين".

لسنا بحاجة للتأكيد، على ان ما قالته الخارجية الامريكية عن "أن الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الأسد للضغط من أجل حل الأزمة السورية التي طال أمدها"، هو كلام الهدف منه التغطية على فشل السياسة الامريكية الاستعلائية والقائمة على القوة المجردة، والمنحازة كليا للعنصرية والارهاب الاسرائيلي، والمتجاهلة دائما لابسط حقوق الفلسطينيين ومصالح العرب والمسلمين.