إعتراف أمريكي صادم.. دور "السي آي إيه" والسفارات الأمريكية في "الثورات الملونة"  

إعتراف أمريكي صادم.. دور
الأربعاء ١٧ مايو ٢٠٢٣ - ٠٧:١٨ بتوقيت غرينتش

"وكالة المخابرات المركزية تستعين بالقتلة والمُعذبِين والمجرمين ومدمني المخدرات وقتلة الأطفال ليصبحوا مرتزقة في مختلف عمليات الحرب غير النظامية الأمريكية والثورات الحكومية". هذا الكلام الصادم هو جانب مما كشف عنه  سكوت بينيت الضابط السابق في قيادة العمليات النفسية بالجيش الأمريكي في تصريحات صحفية.

العالم كشكول

وجاء ايضا في كلام بينيت لـ "سبوتنيك" ، أن القوات الخاصة التي شارك في إعدادها "مدربة جيدا على أنظمة أسلحة متعددة والتكتيكات القتالية، وتتقن اللغات الأجنبية، وقادرة على العمل في مجموعة متنوعة من التضاريس، والساحات السياسية والبيئات الاجتماعية والاقتصادية والأنظمة السياسية.. وغالبا ما يتم تدريبها على الحرب النفسية، والثورات الملونة، والانقلابات السياسية، والعمليات الإلكترونية، وغيرها من أشكال الحرب غير النظامية".

أما كيف تتغلغل امريكا في الدول والمجتمعات الاخرى، الرافضة للانصياع لها، وتعمل على زعزعتها واحداث "ثورات ملونة" وانقلابات عسكرية فيها، يقول بينيت:" ان هذه العمليات غالبا ما يتم التخطيط لها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) وتنفذ مهامها عبر السفارات الأمريكية في هذه الدول بغض النظر عن مدى دموية و إجرامية أو عدم دستورية المهمة".

وأكد بينيت أن "القوات الخاصة اشتهرت باستخدامها لتدريب المسلحين والمتمردين والمرتزقة والمتعاقدين الذين استخدمتهم واشنطن من إحداث الثورات الملونة، وفي الحروب الأهلية، وغيرها من الانتفاضات التي تسعى للإطاحة بالحكومات أو تغييرها".

اما هدف هذه الثورات الملونة التي تقف وراءها امريكا وتشرف عليها، فهو كما يعترف بينيت "تحويلها (الدول المستهدفة) إلى مستعمرات تابعة ومنصاعة للولايات المتحدة، باستخدام أوهام الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية وغيرها من الشعارات المنومة للتضليل السياسي".

رغم ان بينيت لم يضف جديدا عما تعرفه الشعوب والدول التي اكتوت بالسياسة الامريكية القائمة على القوة وفرض الارادة لاستعباد الشعوب ونهب خيراتها، الا ان كلامه جاء ليؤكد ايضا خطورة دور السفارات الامريكية في جميع دول العالم، وكيف تحولت هذه السفارات الى قواعد عسكرية تضم طائرات وانظمة دفاع جوي ودبابات ومروحيات والالاف من الجنود، تنطلق منها المؤامرات، ليس ضد الدولة التي تقع فيها السفارة، بل في جميع الدول المجاورة لتلك الدولة.

كما جاء كلام بينيت ليضيف تحذيرا جديدا لشعوب ودول العالم، من خطورة ما يعرف بمنظمات المجتمع المدني والعملاء والجماعات المحلية المسلحة والمرتزقة، الذين تجندهم السي اي ايه والسفارات الامريكية، لإحداث اضطرابات اجتماعية وسياسية واقتصادية بهدف زعزعة استقرار المجتمعات وحكومات الدول المستهدفة.

اخيرا لا حاجة لذكر امثلة على الانقلابات العسكرية و"الثورات الملونة" التي قادتها امريكا ضد الحكومات الأجنبية التي ترفض الانصياع لواشنطن وأنها قد تغزوها في حال فشلت كافة السبل الأخرى، فهي باتت معروفة لشعوب العالم اجمع، فامريكا لديها تاريخ طويل ودموي في هذا الشأن، واللافت ان كل هذه المآسي تقع تحت عنوان "مكافحة الإرهاب"!!.