رحلة 'الدورية 86'.. إنتصار للإرادة الأيرانية

رحلة 'الدورية 86'.. إنتصار للإرادة الأيرانية
الإثنين ٢٢ مايو ٢٠٢٣ - ٠٦:٤٩ بتوقيت غرينتش

عندما أمر قائد الثورة الاسلامية، القوة البحرية الايرانية في ان تتواجد في كل محيطات العالم، إعتقد الكثيرون، ان من الصعب على الايرانيين، تنفيذ هذا الامر، نظرا للحظر الامريكي الغربي المفروض على ايران، وهو الحظر الاقسى في العالم، يمكن ان يُفرض على شعب ما، ونظرا للتهديدات الامريكية المستمرة للقطع البحرية الايرانية، ولكن بعد فترة قصيرة من صدور هذا الأمر، كانت القطع البحرية الايرانية تجوب بحار ومحيطات العالم.

العالم كشكول

قبل ايام قليلة فقط، عادت الى ارض الوطن الدورية البحرية 86 المؤلفة من ثلاثة عشر من الطواقم البحرية الايرانية، كانت على متن المدمرة "دنا"، وسفينة الاسناد "مكران"، بعد ان قطعت أكثر من 65 ألف كيلومتر من محيطات العالم، على مدى 8 أشهر، و رست في ميناء مومباي الهندي، وموانئ العاصمة الاندونيسية جاكرتا الى جانب شواطئ القارة الاميركية وجنوب افريقيا.

اللافت في الامر هو ان القطع البحرية التي شاركت في هذه المهمة لاول مرة في تاريخ ايران الحديث، هي قطع من صنع ايراني بالكامل، فالمدمرة "دنا" من أكثر المدمرات الايرانية تطورا اذ يبلغ طولها 94 مترا وعرضها 11 مترا وضمن 4 مدمرات تم تصميمها وصناعتها في مصانع سلاح البحر في الجيش الايراني، ويبلغ عدد طاقمها 140 شخصا، ويمكنها الإبحار بأية نسبة في المياه الدولية، وهي مزودة بأحدث الامكانات والرادارات والاسلحة الايرانية، بينها قاذفة قنابل ونظام صاروخي ومدفعية مضادة للجو وصواريخ دفاع جوي بحر جو، اضافة الى منظومات قتالية اخرى وامكانية حمل الطائرات المروحية، والامر نفسه ينطبق على سفينة الاسناد "مكران"، فهي ايضا صناعة ايرانية بإمتياز.

اللافت اكثر، ان القوة البحرية الايرانية تعمل على برنامج للتوجه إلى القطب الجنوبي مستقبلا، لذلك اختبرت هذه القوة خلال رحلة الدورية "86"، الهيكل الفولاذي للمدمرة "دنا"، وقدرته على تحمل المياه الباردة، وذلك خلال عبورها مضيق ماجلان في جنوب القارة الأمريكية، وهو أقرب منطقة إلى القطب الجنوبي، وهو اختبار تم بنجاح كبير.

الدروية البحرية الايرانية "86"، التي إجتازت وبنجاح، ثلاث عواصف شديدة في رحلتها الطويلة عبر محيطات العالم، كانت قد إجتازت من قبل الحظر الامريكي الظالم، وارسلت رسالة واضحة الحروف لاعداء واصدقاء ايران، مفادها ان الحظر الامريكي الغربي، لم ولن يؤثر في ارادة الشعب الايراني، وليس هناك من دليل اوضح، على انتصار هذه الارادة، اكثر من رحلة الدروية "86" بقطعها البحرية الايرانية الصنع، حول العالم.