شاهد.. صناعة المشحوف تنتشر بشكل واسع في العراق

الإثنين ٢٢ مايو ٢٠٢٣ - ١٠:٢٢ بتوقيت غرينتش

تعد صناعة المشحوف وهي قوارب خشبية تقليدية صغيرة، حرفة يتناقلها العراقيون من جيل الى آخر، وتنتشر بشكل واسع في مناطق الجنوب، خصوصاً محافظة البصرة، حيث الأهوار وملتقى النهرين دجلة والفرات.

العالم – خاص بالعالم

تجوب نهر دجلة في بغداد مراكب 'مشحوف' خشبية يقودها شبان عراقيون في مقتبل العمر دعما لجهود فنّانين يسعون للحفاظ على هذه القوارب التقليدية التي تعود الى أيام السومريين.

تحمل هذه القوارب الصغيرة المصنوعة من الخشب والصمغ والمسامير، وبتصميمها الفريد، لمحة عن التراث العراقي القديم، وسط مدن وحياة كاملة عامت في مياه الأهوار.

والمشحوف هو مركب مصنوع من الخشب يتخذ شكل هلال رفيع ذي مقدمة ضيّقة تعلو عن سطح المياه، وهو حافظ على تصميمه 'منذ عهد السومريين'، الذين حكموا جنوب بلاد ما بين النهرين منذ آلاف السنين.

ويؤكد الرسام والنحات رشاد سليم مؤسس جمعية 'سفينة' غير الحكومية، ضرورة إنقاذ هذه الملامح الأساسية من الحضارة العراقية التي لا تزال موجودة منذ أربعة أو خمسة آلاف سنين، من الانقراض.

ومنذ 2018، بدأ الفنان رحلة البحث على آخر صانعي المشحوف في العراق، قادته الى قرية الهوير بجنوب البلاد على مقربة من الأهوار، المسطحات المائية المدرجة على قائمة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي.

ولينتشل من غياهب النسيان هذا القارب المهدّد منذ عقود جراء انتشار المراكب التي تعمل بمحركات، دفع رشاد نحو إعادة صناعة المشحوف عبر التعاون مع أندية للألعاب المائية أو تأسيس فرق للشباب تعنى بالابحار على متن المشاحيف.

وتمثل قوارب المشحوف وسيلة حيّة لا يزال يستعين بها العراقيون في تنقلاتهم ليس في مناطق الأهوار فقط، بل على طول نهر دجلة في العاصمة بغداد أيضاً.