إيران وسلطنة عمان.. علاقات تاريخية متجذرة لم تهزها أعتى العواصف

إيران وسلطنة عمان.. علاقات تاريخية متجذرة لم تهزها أعتى العواصف
الإثنين ٢٩ مايو ٢٠٢٣ - ٠٨:٤١ بتوقيت غرينتش

في كلمته امام اجتماع الحوار العربي الإيراني الثاني الذي عقد قبل ايام في الدوحة، اشار رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية كمال خرازي، الى التطورات الدولية الحالية في التوازن متعدد الأقطاب، موضحا إن قادة المنطقة أظهروا ذكاءهم في تبني سياسة مستقلة، واصفا هذه السياسة بانها علامة على نضج وذكاء دول المنطقة في الاستفادة من التطورات الدولية لصالح بلدانهم والمنطقة.

العالم كشكول

يمكن وضع الزيارة التي يقوم بها سلطان عمان السيد هيثم بن طارق آل سعيد، الى ايران، بانها تأتي في اطار الذكاء الذي اظهره قادة المنطقة في تبني سياسة مستقلة، بهدف الاستفادة من التطورات الدولية لصالح بلدانهم والمنطقة، لاسيما ان تتزامن مع تطورات ايجابية اخرى، كالاتفاق الايراني السعودي على استئناف العلاقات الثنائية، وانعكاس ذلك ايجابا على الازمة في اليمن، والانفتاح العربي على سوريا وعودة الاخيرة الى الجامعة العربية، وكذلك الى تحسين علاقات إيران مع الإمارات والكويت، فضلا عن تعزيز علاقات إيران مع قطر والعراق.

رغم وجود تقارير تتحدث عن ان زيارة سلطان عمان الى ايران تأتي ضمن جهود السلطنة للتوسط بين إيران وأميركا، بهدف عودة الاخيرة الى الاتفاق النووي، او انه يسعى للتقريب بين ايران ومصر، وفي حالة صحة هذه التقارير، فإنها تُحسب للسياسة الحكيمة لسطان عمان، الذي اكد في اول خطاب له عند جلوسه على العرش قبل 3 سنوات، انه سيواصل سياسة ومسيرة سلطان عمان السابق، السلطان قابوس رحم الله، إلا انه ورغم ذلك فإن زيارة السلطان هيثم الى ايران، هي زيارة هدفها الاول تعزيز العلاقات بين إيران وسلطنة عمان، في مختلف المجالات، فقد تم التوقيع على العديد من وثائق التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارات والتعاون في المناطق الحرة وقطاع الطاقة.

نظرة سريعة الى اسماء ومناصب الشخصيات التي ترافق السلطان هيثم في زيارته الى ايران، تؤكد على إرادة وعزم البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ومن هذه الشخصيات: شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع ، وخالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني، والفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، وبدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وسلطان بن سالم الحبسي وزير المالية، والدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، وعبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني، وقيس بن محمد بن موسى اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، والمهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، والفريق الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الهنائي السفير المتجول في وزارة الخارجية، والسفير إبراهيم بن أحمد المعيني سفير سلطنة عمان المعتمد لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

بفضل الارادة السياسة في البلدين، تضاعف حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين ايران وسلطنة عمان الى ثلاثة اضعاف، خلال العامين الماضيين، وبلغت قيمة التبادل التجاري بينهما، ملياري دولار، وهناك فرص كبيرة وواعدة في سلطنة عمان لتعزيز تجارة الترانزيت، وبإمكان ايران ان توفر بيئة خصبة لصادرات السلع العمانية عبر أراضيها إلى منطقة القوقاز، وشمال أوروبا، وجميع البلدان ذات الصلة.

الزيارة التي يقوم السلطان هيثم الى ايران، تأتي بعد مرور عام على زيارة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى سلطنة عمان، وهي جاءت تأكيدا على متانة العلاقات بين سلطنة عمان وايران، وهي علاقات لم تهزها يوما أعتى رياح المؤامرات الخارجية، التي ضربت وتضرب منطقتنا منذ عقود، لانها مبنية على مبادئ ثابتة من الثقة والاحترام المتبادلين، وكذلك على حكمة وفطنة ودراية القيادتين السياسيتين في البلدين.