زيلينسكي.. الرئيس الذي يقرأ ما لا يكتب 

 زيلينسكي.. الرئيس الذي يقرأ ما لا يكتب 
الإثنين ٢٩ مايو ٢٠٢٣ - ٠٢:٥١ بتوقيت غرينتش

ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الاوكرانية، ان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قدم يوم امس الأحد، "مشروع قانون للبرلمان بشأن فرض عقوبات على إيران، لمدة 50 عاما، تتضمن حظرا كاملا على التجارة مع إيران، وكذلك وقف عبور الموارد، والرحلات الجوية والنقل عبر أوكرانيا، حظر نقل التكنولوجيا وحقوق الملكية الفكرية للمقيمين الإيرانيين في أوكرانيا، وحظر الاستثمارات في إيران".

العالم يقال ان

المتابع لسلوكيات الرئيس الاوكراني، يرى وبوضوح، انه لا يأخذ ابدا مصالح بلاده بنظر الاعتبار عندما يتعامل مع القضايا الدولية، فكل المواقف التي يتخذها، أملته عليه أمريكا، فهو أصر على انضمام بلاده الى حلف الناتو، رغم ان الغربيين انفسهم وعلى راسهم امريكا، كانوا يعلمون انه سيستفز روسيا، ويدفعها الى استخدام القوة لمنع الناتو من الوصول الى حدودها.

اللافت ان زيلينسكي مازال مصرا على انضمام اوكرانيا للناتو، رغم الخراب الذي حل ببلاده، والكارثة انه حول بلاده الى مستودع للاسلحة الامريكية والغربية، دون ان تلوح في الافق بارقة أمل انه سيحقق انتصارا في الحرب، الا ان الرجل، ومن كثرة مديح امريكا والغرب له، اعتقد انه "سوبرمان"، وانه سيلحق الهزيمة بروسيا.

وفي الوقت الذي لا ينفك زيلينسكي محاولا سلب اي مسؤولية له ولحلفائه الغربيين وعلى راسهم امريكا، ازاء الخراب الذي حل ببلاده، نرى ثعلب السياسة الامريكية، الذي بلغ قبل يومين عامه المائة، هنري كيسنجر، يعلنها وبصراحة ان السبب الاول والرئيس للحرب والخراب الذي حل بأوكرانيا، هو امريكا، التي حرضت زيلينسكي على الالحاح بضم اوكرانيا الى الناتو، وهو الحاح يتناقض مع كل الاتفاقيات التي تم توقيعها مع روسيا.

عندما نقول ان الحرب الاوكرانية هي مصلحة امريكية صرفة وليس مصلحة اوكرانية، فنحن نعي ما نقول، فهذا السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، يعلنها وبصراحة مدوية خلال لقائه مع زيلينسكي في كييف:"ان قتل الروس هو أنجح استثمار للمال من قبل السلطات الأميركية كجزء من تقديم المساعدة إلى أوكرانيا"!!، ولكن في المقابل ماذا عن قتل الاوكرانيين في هذه الحرب؟، اذا كان قتلهم لا يهم غراهام، الا انه من المنطقي ان يهتم بهم زيلينسكي.

اليوم يقوم زيلينسكي بذات الدور، دور من يقرأ نصا كُتب له سلفا، عندما يتهم ايران بانها تزود روسيا بطائرات مسيرة، تستخدمها الاخيرة في الحرب، رافضا كل الدعوات التي وجهتها ايران لحكومته، من اجل تقديم دليل واحد على مزاعمه هذه، مانعا ممثلي حكومته للمشاركة في اللجنة التي دعت ايران لتشكيلها من اجل مناقشة الاتهامات الاوكرانية، مفضلا منطق الاتهام الامريكي دون دليل، مستخدما حربة امريكا الصدئة وهي حربة الحصار والحظر ضد ايران.

قالت ايران مرارا وتكرارا انها مع الحل السلمي للازمة الاوكرانية، واعلنت اكثر من مرة استعدادها للقيام بدور لوقف هذه الحرب المدمرة، لكن للاسف الشديد، سلوكيات زيلينسكي، تم ضبطها بطريقة، يمر الرجل من امام كل هذه المواقف الايرانية الايجابية مرور الكرام، متمنيا الحصول على مكافأة من السيدين الامريكي والاسرائيلي، على مواقفه من ايران، والتي باتت مادة للتندر، كموقفه الاخير بفرض حظر اوكراني على ايران!!.