إيران تكرم احد قامات اللغة العربية

إيران تكرم احد قامات اللغة العربية
الجمعة ٠٢ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٤:٠٧ بتوقيت غرينتش

كرمت طهران الدكتور "سعيد النجفي أسد اللهي" أحد قامات اللغة العربية واعلامها الذي خدم اللغة العربية والفارسية وبذل قصارى جهده لبناء الجسور بينهما، خلال مراسم اقيمت في "دار مفكري العلوم الإنسانية"بطهران، حضرها عدد من الشخصيات الأكاديمية والجامعية ومحبين ومهتمين بالثقافتين والأدبين العربي والفارسي.

العالم- إيران

ويعتبر الدكتور سعيد النجفي أسد اللهي من الشخصيات المعروفة والمهتمة بالثقافتين واللغتين العربية والفارسية وآدابهما، وله فضل على العديد من الذين تم اعدادهم في هذين المجالين، خاصة اللغة العربية وآدابها. عقدت هذه المراسم خلافاً لرغبته إذ لا يحب الظهور كثيراً، وخير مثال على هذا هو المثل العربي القائل «المورد العذب كثيرُ الزِحام».

في حقيقة الأمر جسد هذا اللقاء أثناء انعقاده وحتى بعد انتهائه هذا المثل العربي، حيث حضر المحبون والمهتمون بالثقافتين والأدبين العربي والفارسي- والذين كانوا في غالبيتهم من تلامذته وثمرة جهوده الحثيثة، وهم اليوم أساتذة يزاولون التدريس والبحث في الجامعات الإيرانية - لينهلوا من معين علومه وفكره حضروا اللقاء احتراماً ووفاءً له. فقد كانت قاعة فردوسي تعج بهؤلاء المهتمين خلال المراسم وبعدها عندما احتشدوا أمام باب القاعة لمدة ساعة لتوديع هذا الأستاذ الجليل.

وولد الدكتور سعيد النجفي في مدينة بغداد بالعراق عام 1939م ، وبعد عام غادر إلى طهران برفقة أسرته، ونشأ في هذه المدينة في كنف والده الشيخ العالم أحمد النجفي وتعلم علوم عصره في دار والده للعلوم العربية. وهو من أحفاد الإمام الفقيه "أسد الله التستري" صاحب المقابس والشيخ "جعفر الكبير" الملقب بـ "كاشف الغطاء"، وهم علماء غنيون عن التعريف.

وعمل الأستاذ النجفي لسنوات عديدة رئيسا لقسمي اللغة العربية والفارسية وآدابهما في جامعة العلامة الطباطبائي. وكان أيضاً زميلاً للعلامة دهخدا في تأليف قاموس دهخدا.

وحضر هذه المراسم العديد من الضيوف الذين ألقى بعضهم كلمات أشادوا فيها بالشخصية الأكاديمية والجامعية لهذا الأستاذ والعالم في اللغة والأدب.

حيث قال الدكتور محمد علي آذرشب، أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة طهران، عن أسرة الأستاذ النجفي، إنه تم إحياء اللغة العربية في إيران بفضل جهود الأب والأبن في ظل وجود هجمات شديدة ضد هذه اللغة.

وذكر أن "إحياء اللغة العربية في إيران هو بمثابة عمل حضاري في إيران" وقال "ينبغي ألا نضع اللغة العربية في مقابل اللغة الفارسية". وأشار الدكتور آذرشب إلى مكانة أحمد النجفي العلمية، وقال إنه لو بقي الشيخ أحمد في النجف بالعراق، لكان قد أنشأ مركزاً لدراسة اللغة الفارسية. وقال: يجب علينا توفير الأرضية لتحقيق قفزة ونهضة ثقافية في إيران.

وفي ختام المراسم ألقى الأستاذ النجفي كلمة مقتضبة قال فيها إنه كان معلماً ويفتخر بذلك، المعلم لا يقتصر على تعليم النحو والعلوم، بل المعلم يسعى إلى الحلول في الطالب وبناء الإنسان، وهي مهمة شاقة للغاية.

وقال إنه بخلاف الشاعر سعدي الذي قال إنه يجب على المعلم أن يتعلم مهنة يستفيد منها وقت الشدة ويتجنب تعليم كل علمه للطالب، يجب على المعلم أن يعلم بصدق و أن يكون طالبه أعلى منه بدرجة وإلا يكون قد تقاعس في مهمته. واعتبر اللغة العربية وآدابها من الفروع التي يمكن الاستفادة منها في بناء الإنسان.