صاروخ 'فتاح'.. تجسيد عملي لـ'وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة'

صاروخ 'فتاح'.. تجسيد عملي لـ'وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة'
الثلاثاء ٠٦ يونيو ٢٠٢٣ - ٠١:٢١ بتوقيت غرينتش

لم يستفق زعماء الكيان الإسرائيلي بعد من هول الخبر الذي نزل بهم نزول الصاعقة، عندما كشفت إيران عن "صاروخ خيبر"، أحدث طراز من جيل صواريخ خرمشهر الباليستية بعيدة المدى، فإذا بإيران تلطم رأس زعماء هذا الكيان، مرة أخرى وبشكل أشد، بكشفها عن صاروخ "فتاح" الفرط صوتي، أحدث إنجاز استراتيجي للقوات الجوفضاء التابعة للحرس الثوري.

العالمقضية اليوم

أيام قليلة فصلت بين صاروخ "خيبر" و صاروخ "فتاح"، ويوم واحد فقط فصل بين التهديدات التي اطلقها رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد إيران، من غرفة تحت الأرض، وبين الكشف عن صاروخ "فتاح"، وبهذا تكون إيران قد ردت على عنتريات نتنياهو، بشكل عملي، وفي وقت قياسي، لم يخطر لا على بال نتنياهو ولا على بال أسياده في واشنطن.

اللافت أن الكشف عن خصائص صاروخ "فتاح"، هو الذي سيزيد من ذهول واحباط نتنياهو وأعضاء حكومته العنصرية، فالصاروخ "فتاح" تبلغ سرعته 13 ماخ، ومن المستحيل مواجهة صاروخ بهذه السرعة، أي لا يوجد في ترسانة الكيان الإسرائيلي، صواريخ مضادة له، لذلك لا يمكن تدميره، بسبب حركته في مختلف الاتجاهات والارتفاعات.

يبدو أن سرعة وصول خبر الصاروخ "فتاح" إلى الكيان الإسرائيلي، كانت بسرعة الصاروخ نفسه، ففي أول رد فعل للكيان الإسرائيلي على هذا الإنجاز الإيراني الكبير، جاء عبر صحيفة "جيرزالوم بوست" الإسرائيلية، التي كتبت تقول :"صاروخ فتاح الفرط صوتي يصل إلى إسرائيل في 400 ثانية"!!

للكيان الإسرائيلي الحق قي أن يقلق، فالتكنولوجيا المستخدمة في صناعة هذه الصاروخ، تمتلكها أربع دول في العالم فقط، ومن ضمنها إيران، كما أن نشاطات إيران في هذا المجال لا تنتهي بصنع هذا الصاروخ، وستواصل إيران السير على هذا الطريق، حتى تحرم الأعداء حتى من مجرد التفكير بتهديدها.

يمكن درك أهمية هذا الانجاز العسكري الاستراتيجي الإيراني أيضا، من خلال الحضور الضخم لكبار المسؤولين الإيرانيين في مراسم إزاحة الستارعن صاروخ "فتاح"، فقد حضر المراسم الرئيس الإيراني آيةالله إبراهيم رئيسي، وقائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، وقائد القوات الجوية بالحرس الثوري العميد أميرعلي حاجي زاده، وعدد آخر من قادة الحرس الثوري.

من الحكمة والمنطق، أن تتسلح إيران بكل ما أوتيت من قوة، فهي بذلك تردع الأعداء عن مهاجمتها، فهم يتربصون بها، ويعلنون جهارا نهارا، أنهم يتحينون الفرص للنيل منها، وعلى رأس هؤلاء الأعداء أميركا والكيان الإسرائيلي، فهم لا يذكرون اسم إيران إلا وهو مصحوب مع تهديد علني أو مبطن لها، لذلك وانطلاقا من مقولة "لا يفل الحديد إلا الحديد"، حرمت إيران أعداءها، من تنفيذ تهديداتهم، وهي تهديدات باتت خاوية وجوفاء بسبب قوة الردع الإيرانية، وهي قوة جعلت الأعداء يجترّون تهديداتهم على مدى أربعة عقود، دون أن يمتلكوا الجرأة على تنفيذها، فكانت إيران بذلك تجسيدا حيا للآية الكريمة: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوه و من رباط الخیل ترهبون به عدو الله وعدوکم"، وهذا الآية الكريمة بالمناسبة، هي شعار حرس الثورة الإسلامية.

*سعيد محمد