برنامج في البيت الابيض..

أميركا والمنطقة.. انسحاب تكتيكي أم تراجع نفوذ؟

الأربعاء ٠٧ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

لم يكن التقارب الإيراني السعودي الأخير يعني أحدا خارج المنطقة كما يعني للولايات المتحدة. فالتقارب هذا حصل بين دولتين، الأولى تعتبرها واشنطن الخصم الأكبر والثانية الحليف الأكبر إقليميا.

وما بات يعني الأميركيين من التغيرات في المنطقة، يشمل أيضا تحالفات يعمل عليها. لاسيما التحالفات البحرية الإقليمية في مقابل تحالف بحري شكلته واشنطن لهدف وحيد.. مواجهة طهران.

كل هذا لا يستطيع المراقب أخراجه من سياق الثغرات والعثرات التي أوجدتها سياسات الإدارات الأميركية مع دول المنطقة، وتحديدا مع حلفائها وعلى رأسهم السعودية.

في المقابل، يبدو أن سياسات الصين تجاه المنطقة أوجدت أرضية جيدة تبني عليها بكين مشاريعها السياسية والأمنية، المطعمة بمشاريع اقتصادية من طهران الى الرياض وعواصم اخرى.

فهل تركت واشنطن جزءا كبيرا من نفوذها في المنطقة بناء على استراتيجية معينة؟

أم ان دول المنطقة هي من قررت أن واشنطن لم تعد الحليف الذي يعتمد عليه، وبالتالي يجب البحث عن خيارات أخرى في أماكن أخرى من العالم؟


تويت


اخترنا بعض تعليقات الناشطين على تويتر حول هذه القضية ونبدأ مع 'مات' الذي كتب: كل هذا الحديث عن السعوديين، وإيران، وآخرين في الشرق الأوسط يتقاربون مع بعضهم بسبب التحول الكبير في الدبلوماسية والتحرك المناهض للولايات المتحدة تجاه دول البريكس.

'كيفن هامفريز' أشار إلى تراجع الدور الأميركي في المنطقة: تحت إشراف بلينكن، تحالفت روسيا مع الصين، وتتسابق دول الخليج (الفارسي) إلى الأمام، وتستعيد إيران والسعودية الشرق الأوسط كحليفين. لم تعد السعودية تستمع إلى الولايات المتحدة. بينما بلينكن عديم الفائدة تماما.

التعليق الأخير هو من 'داريل مونتغومري' وفيه: عندما كانت هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، تركت الشرق الأوسط في حالة خراب بفضل تدخل الولايات المتحدة. أنا متأكد من أن الناس هناك مستاؤون من دور الولايات المتحدة في تدمير منطقتهم وسيكونون سعداء لو غادرت اميركا منطقتهم مرة واحدة وللابد.


رسوم


لدينا سلسلة من الرسوم الساخرة حول الدور الاميركي في المنطقة، وهي على شكل قصة قصيرة. في الرسم الأول حمامة السلام في الشرق الاوسط تحاول التحليق في فضاء المنطقة، وهنا الوحش الاميركي يخرج من تحت الارض ويمسك بها لمنعها من التحليق.

في الرسم التالي تغيرت قوة السياسة الاميركية في المنطقة، وتعثرت سياساته وطارت ورقة الشرق الاوسط من يده.

والنتيجة في الرسم الاخير معنا، حيث قررت حمامة السلام اخيرا التحليق عاليا والتخلص من قيود السياسات الاميركية التي فعلت ما فعلت في المنطقة.