دون أي تعويض معنوي أو مادي

بعد 23 عاما في السجن.. إطلاق سراح لبناني في أميركا

الأربعاء ١٤ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٦:٢٦ بتوقيت غرينتش

أطلقت سلطات امريكا من وصفه الإعلام الأميركي سابقاً بـأخطر عنصر في حزب الله على التراب الأميركي، وحيكت حوله روايات هوليوودية، وصدر عنه كتابان، وفيلم وثائقي، وعشرات التقارير الصحافية.

العالم_لبنان

23 سنة قضاها قائد حزب الله محمد يوسف حمود في السجون الأميركية، بعدما حُكم عليه بالسجن 155 عاماً، من دون أي دليل سوى روايات لـشاهد ما شافش حاجة. خرج حمود أمس، بلا أي تعويض معنوي أو مادي، سوى استقبال أهل منطقته له استقبال الأسرى المحرّرين من سجون أميركا.

وكتبت صحيفة "الأخبار" اليوم الأربعاء: عاد إلى لبنان أمس، الأسير المحرّر من المعتقلات الأميركيّة، كما يصفه أهله، محمد يوسف حمود. مرفوعاً على الأكفّ، استُقبل حمود في برج البراجنة التي غادرها مهاجراً عام 1992، وعاد إليها بعمر الـ49 عاماً، قضى منها 23 سنةً سجيناً تنفيذاً لحكم بالسجن لـ 155 سنة بناءً على وشايةٍ مصدرها أشخاص في لبنان، وأحد المغتربين الذي قبض ثمن سجن حمود إسقاطاً للتهم عنه، وفتح الأراضي الأميركية لـ12 فرداً من عائلته.

حمود الذي التقته الأخبار، وصف النظام القضائي الأميركي بـالتعيس، الذي يكذب ويصدّق كذبته. لم يجد الأميركي أيّ دليل ضدّه، وتعمّد أن يحوك من قضيته قصة أشبه ما تكون بقصص الخيال العلمي. فاعتمد على كلام شاهد دخل في نظام حماية الشهود، وباع حمود بـاتفاق قضائي، فأدانه النظام من دون أدلّة بتمويل أنشطة حزب الله في لبنان بـ 3500 دولار أرسلها لأمّه كي تصرفها على الفقراء.

أُلصقت بحمود كلّ التهم الممكنة وغير الممكنة، وحيكت حوله مؤامرات، وأُنتجت أفلام وثائقية عن أخطر عناصر حزب الله في القارة الأميركيّة، وكُتب عن وصول عناصر الحزب إلى التراب الأميركي.

وأصبح حمود في الإعلام الأميركي صديق القائد الراحل في حزب الله عماد مغنية، ومنسّق أعمال الحزب بين كندا والولايات المتحدة وفنزويلا، وصديقاً للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ومسؤول التواصل المباشر مع مكتب السّيد محمد حسين فضل الله.

وهي تهمٌ كبيرةٌ إلى درجة لم يهضمها حتى بعض الإعلام الأميركي أيضاً! علماً أن أنشطة حمود المقيم في ولاية نورث كارولينا لم تتعدَّ حضور دعاء كميل كلّ ليلة جمعة.

وأفادت صحيفة الأخبار، بأن القصة بدأت بوشاية من س. حرب، وهو لبناني من برج البراجنة يعيش في الولايات المتحدة، "ويُعرف بين أبناء الجالية بقيامه بأعمال غير قانونية، كتزوير بطاقات الائتمان والشيكات، وإدارته موقعاً إباحياً، ورشوة موظفي الهجرة. مقابل هذه التهم، واجه عقوبة السّجن مدى الحياة، فكان الحل بالنسبة إليه الكذب، والقبول بـتسوية قضائية تقتضي القول بأنّه ينقل أموالاً إلى حزب الله في لبنان بطلب من حمود.