الاستغلال الأوروبي لورقة اللاجئين السوريين للضغط على دمشق

السبت ١٧ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

أكد الباحث في القضايا الإقليمية والدولية د.طلال عتريسي أن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي يمارس نوعاً من التضليل السياسي بحديثه عن عدم عودة النازحين إلى سوريا، مشيرا إلى أن النازحين لا يشكلون عبئاً على الحكومة السورية حيث باتت علاقات سورية مفتوحة مع جامعة الدول العربية ومعظم دول العالم.

العالم - مع الحدث

أشار طلال عتريسي إلى أن السياسة الأوروبية مارست ضغوطا كبيرة على سوريا خلال كل السنوات الماضية ومارست تدخلا عسكريا ودعمت الحركات الإرهابية التكفيرية على كل المستويات وكان لديها وجود عسكري في سوريا أيضا إلى جانب الوجود الأميركي، مؤكداً أن: هذا كله غير قانوني وغير مبرر ولم يتم بطلب من الحكومة السورية.

ونوه إلى أن الناطق باسم الاتحاد الأوروبي يتصرف بعقلية أنه يحق له أن يتدخل في شؤون الدول، مضيفا: السيد بوريل نفسه تحدث قبل فترة وقال بأن الاتحاد الأوروبي هو حديقة وأن باقي العالم هو أدغال وإن علينا أن نحمي الحديقة، هذه هي العقلية الأوروبية، وهي جزء من فهم هذه السياسة، هم يعتبروا انفسهم أوصياء على دول العالم والمنطقة والشرق الأوسط، ولهذا السبب هو يقول لا يجب على دول الجوار أن تطبع علاقاتها مع دمشق ولا يجب على جامعة الدول العربية أن تعيد فتح الأبواب أمام دمشق ولا يجب أن يعود النازحون إلى بلدهم الأصلي.

وفيما نوه أن هذه مسألة فيها نوع من التضليل السياسي، قال: عندما فتحت أوروبا أبوابها أمام النازحين لم يكن من أجل حل مشكلتهم وإنما من أجل حل مشكلة أوروبا في استقبال شباب وأجيال جديدة يحلوا من خلالها مشكلة النقص عندهم في الولادات.

وأوضح أن الأوروبي اليوم لا يعرف كيف يمكن أن يوقف قطار فتح الأبواب أمام دمشق، حيث الدول العربية ومنها السعودية والامارات أعادت علاقاتها مع سوريا.

وتسائل طلال عتريسي: ما هي ورقة الضغط التي تمارس على الحكومة السورية في حال عدم عودة النازحين؟ ليست هناك ورقة ضغط فعلية، باستثناء القطيعة السياسية.

وأشار إلى أن النازحون لا يشكلون عبئاً على الحكومة السورية، مبينا: بالتالي هذه الضغوط التي يعتقد الأوروبيون أنهم يمارسونها.. هي تمارس على لبنان بشكل أساسي والأردن بشكل ثانوي.

ولفت إلى أن الوضع اليوم في سوريا وبالنسبة للنظام في سوريا يختلف تماما عن ما كان عليه قبل سنوات، حيث اليوم علاقات سوريا مفتوحة مع معظم دول العالم، والجامعة العربية عادت إلى سوريا وسوريا عادت إلى الجامعة، منوها: يعني يفترض أن يكون هذا الملف أيضا جزء من اهتمام جامعة الدول العربية وأن تاخذ الجامعة الموقف والدعم والرعاية والمبادرة المناسبة في موضوع عودة النازحين السوريين سواء من لبنان أو من الأردن بشكل مباشر، لأن العرب معنيين أكثر وانفتحوا على سوريا، فيما البعد الدولي لا يزال لغاية الآن لم ينفتح ولا يريد أن ينفتح على سوريا.

من جانبه أكد الباحث السياسي د.أسامة دنورة أن هناك مسعى واضح لتسييس قضية النازحين السوريين بعدة أهداف منها السطو على الثروة الديمغرافية السورية واستمرار الإيحاء بوجود أزمة، معتبراً هذه الضغوطات شكلا جديد من أشكال محاولة فرض الهيمنة والتدخل وخرق السيادة.

ونوه أسامة دنورة أن هناك مسعى واضح لتسييس قضية النازحين السوريين، وأوضح: هذا التسيس يسير في اتجاهين، هو الأول السطو على الثروة الديمغرافية السورية، ومن كل المجتمعات، فاليوم نحن نتحدث عن ما يطلق عليه الحفرة الديموغرافية السوداء في الدول الغربية، حيث هناك تناقص مستمر لتعداد السكان وحاجة لاستيراد المواطنين والبشر.

وأضاف: أما الهدف الثاني.. عندما يتعلق الأمر اليوم بتقليص الدعم للنازحين واللاجئين في دول الجوار السوري هذا أيضا له معطيين، بالدرجة الأولى الإبقاء على الوضع السوري بحالة عدم يقين واستمرار الإيحاء بأن هناك أزمة لم تحل وأن هناك وضعا طارئا يتعلق بوجود أعداد كبيرة من النازحين وقضية مستمرة على النار.. وأيضا من ناحية أخرى وجود قنبلة موقوتة في الدول التي لربما ينضج لها اليوم احتمالات التوتر والاضطراب الداخلي، والحديث عن الازدواجية في المعايير الأوروبية لا ينتهي.

ونوه أن هذه الإجراءات هي شكل جديد من أشكال محاولة فرض الهيمنة والتدخل وخرق السيادة، وبين أنه كان هناك حوالي 25,000 من الذين دخلوا في تسوية الأوضاع في محافظة درعا فقط، وهي واحدة من 14 محافظة في سوريا، وقال: اليوم نحن نتحدث عن شروط مسهلة وميسرة، والكثير من هؤلاء دخل في إطار مجموعات إرهابية وحمل السلاح ودخل في القتال.. وكل هؤلاء شملهم مرسوم العفو الذي صدر قبل حول عامين.

وأضاف: فإذاً الحديث عن أن هناك خطر على العائدين هذا أمر غير ممكن على الإطلاق وتدحظه الوقائع على الأرض، كما أن التدخل في موضوع الخدمة العسكرية فهي تسمى خدمة العلم وهي شكل من أشكال السيادة المرتبطة بالوطن في كل دولة ولا يمكن لأي دولة أن تقبل التدخل بها من قبل قوى خارجية.

وشدد على أن الشروط والعوائق التي توضع وتخويف اللاجئين من العودة يرتبط أيضا بشكل كبير بموضوع القرار 2642 المتعلق بالمعابر، حيث تحدث القرار عن معطى هام جدا وهو مفهوم التعافي المبكر، مبينا: هم لا يريدون أن يعود هؤلاء إلى الداخل السوري، وبالتالي تتم المطالبة بتأمين البنى التحتية والخدمات واستعادة كل ما يلزم للحياة بما في ذلك دورة اقتصادية سليمة للمناطق التي يعود لها هؤلاء.

وأوضح: لأن هذا أولا تطبيع للوضع وزوال حالة الأزمة من ناحية.. ومن ناحية أخرى اضطرار الغرب والولايات المتحدة الأميركية إلى التراجع ولو مرحليا أو جزئيا عن قانون قيصر وغيره من الإجراءات القسرية أحادية الجانب.

وفي جانب آخر من حديثه أكد أن الثروة البشرية السورية هي ضرورية لإعادة الإعمار، حيث فقدت كوادر من كل الاختصاصات من متعلمين وأكاديميين ومهندسين وأطباء وعمال ورشات ومزارعين محترفين، وكل ما يمكن أن تعنيه كلمة اليد المحترفة والماهرة، خلال موجة اللجوء التي حدثت عند نشاط المجموعات الإرهابية.

تابعوا المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..