جنين تكتب سطرا جديدا في نهاية كيان الاحتلال

جنين تكتب سطرا جديدا في نهاية كيان الاحتلال
الثلاثاء ٠٤ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٩:٤٩ بتوقيت غرينتش

للمرة الثانية في أقل من أسبوعين شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانا جديدا على مدينة جنين الفلسطينية ومخيمها للاجئين شمالي الضفة الغربية ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين واندلاع اشتباكات مسلحة، لتعود بذلك الضفة الى الواجهة من جديد.

العالم - كشكول

قد يختلف ساسة كيان الاحتلال من اليمين واليسار في المسائل الداخلية لكنهم يتفقوا على امر واحد وهو العدوان على مدينة جنين ومخيمها، ولكل منهم اهدافه التي يسعى لتحقيقها من وراء ذلك هذا الموقف الموحد من قادة الاحتلال يواجه بموقف اشد قوة واشد توحيد من قبل المقاومة الفلسطينية التي أسست لمعادلة ان كل جريمة يرتكبها كيان الاحتلال سيدفع ثمنها.

فمنذ فجر يوم الاثنين وحتى الان يواصل الكيان الصهيوني عدوانه على مدينة جنين ومخيمها وتتصاعد اصوات الانفجارات ليتصدى لهذا العدوان ابناء المقاومة البواسل فقد أعلنت مجموعات "عرين الأسود"، امس الاثنين، وصول مجموعة من مقاتليها إلى مخيم جنين للمشاركة في القتال والتصدي لعدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على المخيم، داعية الفلسطينيين للخروج إلى الشوارع نصرة لجنين.

فيما اعلنت كتائب القسام في مخيم ان كمائن المقاومين تصاد جنود الاحتلال وآلياته بشكل دقيق ومباشر في أزقة المخيم. وان المجاهدون من كافة الفصائل يخوضون المواجهة الشاملة مع جيش الاحتلال المعتدي على مخيم جنين وأهله ضمن تكتيكات وترتيبات ميدانية تحقق الخسائر الأكبر في صفوف العدو وترده خائبا خاسرا.

حركة الجهاد الإسلامي بدورها، قالت، إن جنين لن تستسلم والمقاتلون عازمون على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات، مشددة على أن كل الخيارات مفتوحة لضرب العدو ردا على عدوانه في مخيم جنين.فيما قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قال إن العدوان على جنين والدم الذي يراق على أرضها، سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة في كافة الاتجاهات والمسارات، مؤكدا، أن المقاومة في كافة أماكن تواجدها تعرف كيفية الرد على هذا العدوان.

الموقف الثابت لفصائل المقاومة الفلسطينية وهو التنديد بالعدوان والتأكيد على ان خيارات الرد واسعة وشاملة. الا ان الشيء اللفت هو اتخاذ اعلان القيادة الفلسطينية أن تفاهمات العقبة وشرم الشيخ مع الكيان الإسرائيلي لم تعد قائمة، وذلك ردا على العدوان العسكري الإسرائيلي في جنين ومخيمها. كما أعلنت القيادة وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي والاستمرار في وقف التنسيق الأمني، كما قررت استكمال الانضمام للمنظمات الأممية والدولية والتحرك على المستويات العربية والإسلامية والدولية من أجل دعم الموقف الفلسطيني.

فالموقف الفلسطيني هو بكل اطيافه موقف موحد وهو ما ترجمته المقاومة على أرض الواقع ان هذا العدوان لن يمر دون ان يدفع كيان الاحتلال فقد رد أعلنت المقاومة في جنين استهداف آليات الاحتلال بعبوات ناسفة، وتحدثت عن إسقاط مسيرتين اسرائيليتين ، كما ان المجاهدين يتصدون لأرتال الاحتلال بكل بسالة واقتدار، موقعين في صفوفه الكثير من الخسائر.

كل هذا و مع سقوط سياسة الاقنعة التي كان يروج لها الاحتلال باعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صراحة انه " لا مكان للتفكير بمصطلح الدولة الفلسطينية" ، منح كل هذا الفلسطينيين سببا اضافيا لتعزيز المسار الذي حفظ حقوقهم. وشهدت قرى ومدن فلسطينية في ربوع الوطن، وقفات ومسيرات وفعاليات تضامنية واسنادية مع أهالي مخيم جنين، وطالبت المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لوقف العدوان.

لتتكسر احلام الاحتلال على صخرة صمود المقاومة ولتفشل مناورة نتنياهو بتصدير ازمته الداخلية مع استمرار تظاهرات المستوطنين للاسبوع ال 26 بنفس القوة والزخم مع تصاعد تهديدات العشرات من جنود الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي، إنهم سيرفضون التقدم لأداء الخدمة إذا مضت حكومة نتنياهو، قدما في خطة تعديل النظام القضائي، وتتحول جنين بصمود مقاتليها ومقاومتها المسلحة لكابوس مخيف للصهاينة من تحولها لغزة ثانية، كل هذا ينذر ان نبوءة ان كيان الاحتلال لن يكمل عامه الـ80 قد تتحقق ، وكما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "على العدو أن يخاف وأن ينتبه وألا يخطئ في التقدير وألا يرتكب أي خطأ في أي بلد قد يؤدي إلى الحرب الكبرى، فالحرب الكبرى في المنطقة ستؤدي بكيان الاحتلال إلى الهاوية وإلى الزوال".