إيران في "شنغهاي".. هل أقتربت نهاية التفرد الأمريكي؟

إيران في
السبت ٠٨ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٣:٤٠ بتوقيت غرينتش

نعتقد جازمين، ان خبر انضمام إيران رسميا الى منظمة شنغهاي للتعاون، بوصفها العضو التاسع في هذه المنظمة، التي تضم الصين وروسيا وكازخستان وقرغيزيا وطاجكستان وأوزبكستان والهند وباكستان، سيعقد عمل القابعين في الغرف المظلمة، في امريكا والغرب، المنهمكون منذ اكثر من اربعة عقود، في اعداد المخططات والمؤامرات، لخنق الشعب الايراني اقتصاديا، بهدف تركيعه ودفعه للرضوخ للارادة الامريكية.

العالم قضية اليوم

عندما نقول، ان خبر انضمام ايران الى منظمة شنغهاي، هو خبر محزن لامريكا والغرب، فاننا نعي ما نقول، فهذا الانضمام سيكون له تداعيات كبيرة وايجابية، ليس فقط على صعيد كسر الحصار الامريكي المفروض على الشعب الايراني فحسب، بل على صعيد كسر الهيمنة الامريكية، عبر كسر هيبة الدولار، وهذه الحقيقة اشار اليها الأمين العام لمنظمة شنغهاي تشانغ مينغ، في الكلمة التي القاها بمناسبة انضمام ايران رسميا الى المنظمة يوم الثلاثاء الماضي، عندما وصف انضمام ايران للمنظمة على انه "حدث تاريخي" و "سيخلق فرصا جديدة لتطوير التعاون في مجال الأمن والاستقرار وتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية والتعاون" بين دولها.

الكاتب الروسي ميخائيل زوبوف، كتب مقالا في "إكسبرت رو"، أكد فيه على ان دور منظمة شنغهاي للتعاون، سيتعاظم بفعل انضمام إيران إليها. بينما اشار الباحث السياسي يفغيني ساتانوفسكي في لقاء مع "إكسبرت رو"، الى ان "إيران دولة خضعت لعقوبات غربية أكثر شدة من روسيا لسنوات عديدة.. ويمكننا أن نتعلم من تجربتها.. الآن إيران لم تعد وحدها، فدخولها إلى المنظمة سيعزز التبادل بغير الدولار في التجارة الخارجية".

منظمة شنغهاي، التي يملك أعضاؤها 20% من مصادر الطاقة في العالم، ويقطنها 3 مليارات و500 مليون نسمة، وتضم بين اعضائها الصين وروسيا، وهما من الأعضاء الدائميين لمجلس الأمن الدولي، يمكنها ان تنزل الدولار من عرشه، بانضمام ايران اليها، لما تمتلكه ايران من قدرات وامكانات وموقع جغرافي استثنائي، يعود بالنفع، ليس على ايران فقط بل على جميع دول المنظمة ودول العالم ايضا، فإيران عضو في ممر الشمال – الجنوب الدولي، الى جانب روسيا والهند، وهي تربط الجنوب بالشمال والشرق بالغرب والشمال الشرقي بالشمال الغربي، وهذا الموقع الجغرافي يتيح لها ان تكون مركزا دوليا لإرسال البضائع إلى إفريقيا والدول غير الساحلية، فلدی ايران طرق برية وبحرية مع الصين ويمكنها ان تربط الصين بشمال أوروبا ، وكذلك روسيا والقوقاز والبحر الأسود وأوروبا الوسطى بالممر بين الشمال والجنوب.

ان مسار ايران، سواء من الهند إلى روسيا، أو من الصين إلى روسيا والدول العربية، يجعل هذه الدول تستغني عن قناة السويس، لانها ستصل الى وجهتها بوقت اقصر بـ17 إلى 22 يوما.

كما ان ايران ومن خلال حضورها في شنغهاي، تستطيع ان تؤمن احتياجاتها من الدول الاعضاء في هذه المنظمة، كما يمكنها الاستثمار داخل المنظمة دون الحاجة الى الغرب، فالدول الأعضاء في شنغهاي لديها سوق يبلغ سبعة تريليونات دولار، وان بامكان ايران ان تتواجد في هذا السوق وبشكل فعال بفضل قدراتها الاقتصادية والعلمية والتقنية الهائلة.

يرى الخبراء، ان بامكان ايران، في المرحلة الأولى من انضمامها لمنظمة شنغهاي، تحقيق نموا تجاريا يبلغ 20٪ وفي المراحل التالية ستزداد هذه النسبة باستخدام أليات المنظمة.

ان اهداف إيران تتقاطع مع اغلب اهداف الدول الاعضاء في شنغهاي، مثل معارضة الوجود العسكري الخارجي، والدفاع عن الأمن القومي في آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين، ومواجهة التأثيرات السلبية للنزاعات التي اختلقتها امريكا، في أفغانستان والعراق وسوريا، ومعارضة سياسات الحظر الامريكي الظالم والاحادي الجانب ضد الشعوب، والتصدي للتفرد الامريكي بالقرار الدولي وتجاهل المنظمات الدولية، ورفض تطبيق القوانين الامريكية على انها قوانين دولية، والوقوف في وجه العدوانية الامريكية وحروبها التي لا تنتهي في العالم، واخيرا، العمل على بلورة نظام عالمي جديد، تسوده التعددية والندية والاحترام المتبادل.

سعيد محمد