البرنامج الصاروخي التقليدي لإيران.. والأوراق الأوربية المتهرئة

 البرنامج الصاروخي التقليدي لإيران.. والأوراق الأوربية المتهرئة
الإثنين ١٠ يوليو ٢٠٢٣ - ١٢:٥٣ بتوقيت غرينتش

وفقا للاتفاق النووي الذي عقدته ايران مع دول 5+1، يعقد مجلس الامن جلسة دورية كل ستة اشهر مرة واحدة لتقييم تنفيذ القرار 2231، والذي  ينص على ان آجال القيود المفروضة على البرنامج الصاروخي الإيراني تنتهي اعتبارا من 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، الا ان الثلاثي الاوروبي، بريطانيا وفرنسا والمانيا، تملصوا كعادتهم عن تعهداتهم، عندما طالبوا بتمديد الحظر المفروض على البرنامج الصاروخي الإيراني، دون اي سند قانوني.

العالم كشكول

اللافت ان الثلاثي الاوروبي، وبدلا من ان يراجعوا مواقفهم من الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه أمريكا، وامتناعه هو عن التزاماته المنصوصة بالاتفاق، وان يتحمل مسؤوليته القانونية والاخلاقية، نراه يتخذ موقف المدعي، بل ويطالب بفرض عقوبات ضد إيران، الدولة الوحيدة التي بقيت ملتزمة بالاتفاق ولم تنسحب منه، بل منحت الاوروبيين اكثر من فرصة للتعويض عن الانسحاب الامريكي، رغم ان امريكا اعادت فرض عقوباتها على ايران ومازالت.

الغريب ان مندوبي امريكا وبريطانيا وفرنسا، وبدلا من الحديث عن الاتفاق النووي، ومن يتحمل المسؤولية في انتهاكه وتعطيله، رأيناهم كيف دسوا قضايا لا علاقة لها بالاتفاق النووي لا من قريب ولا من بعيد، بهدف التغطية على اجراءاتهم غير القانونية والاحادية الجانب ضد ايران، فقد رددوا ذات المزاعم والاتهامات الواهية ضد ايران، حول "تزويدها روسيا بالمسيرات القتالية لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا"، معتبرين ذلك "انتهاكا" للقرار 2231، كما اعتبر المندوب الامريكي إطلاق إيران خلال الشهر الماضي صاروخا بالستيا فرط صوتي، بانه انتهاك اخر للقرار، رغم ان القرار لا يحظر على ايران انتاج صواريخ تقليدية لتعزيز قوة ردعها امام التهديدات الامريكية والاسرائيلية والغربية.

والغريب اكثر، ومن اجل ذر الرماد في العيون، دعت رئاسة مجلس الأمن مندوب أوكرانيا للمشاركة في الاجتماع، رغم ان لا علاقة لهذا البلد، سواء مباشرة أو غير مباشرة، بأجندة الجلسة، ورغم تأكيد إيران على موقفها الحيادي من الحرب الأوكرانية، الا ان امريكا والثلاثي الاوروبي ارادوا من خلال هذه الحركة، ان يحرفوا الجلسة الى قضايا لا تمت للاتفاق النووي والقرار 2231 بصلة، للتغطية على مسؤوليتهم ازاء ما وصل اليه الاتفاق من طريق مسدود، بضغط من الكيان الاسرائيلي، باعتراف شخص رئيس وزراء هذا الكيان بنيامين نتنياهو، الذي لطالما شكر الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، بانه عمل بنصيحته وانسحب من الاتفاق.

بعيدا عن بازار المزاعم والالاعيب الغربية، العالم بات على بينة من ان المفاوضات النووية في فيينا قد توقفت ليس بسبب إيران، بل بسبب غياب الإرادة لدى امريكا والدول الأوروبية الثلاث، ورغم ذلك مازالت ايران على استعداد لاستئناف المفاوضات النووية، في حال كانت الأطراف الأخرى مستعدة ايضا، بعيدا عن استخدام اوراقها المتهرئة، للضغط على ايران من اجل التنازل عن حقوقها، وفي مقدمة هذه الحقوق امتلاك برنامج نووي سلمي، وبرنامج صاروخي تقليدي، لا يردع التهديدات الامريكية والاسرائيلية فحسب، بل يقبرها في مهدها.