هل سيُحمّل الناتو "المسيرات الإيرانية" مسؤولية فشل الهجوم الأوكراني؟

هل سيُحمّل الناتو
الإثنين ١٠ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٤:٥٦ بتوقيت غرينتش

اعتبرت الصحافة الامريكية، وبعض السياسيين الامريكيين، قرار الرئيس الامريكي جو بايدن تزويد اوكرانيا بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا، بانه يعرض "سمعة امريكا الاخلاقية" للخطر، وهو موقف اثار سخرية العارفين بتاريخ امريكا الدموي وحروبها التي لا تنتهي ضد شعوب العالم، والتي شغلت 90 بالمائة من عمرها القصير.

العالم يقال ان

امريكا وبشهادة العالم اجمع، تتربع على عرش الدول التي لم تتوانى عن استخدام اخطر الاسلحة في العالم، مثل الاسلحة الكيمياوية، والجرثومية والفسفورية والنابالم و..، وحجزت هذا العرش الدموي الى الابد باستخدامها السلاح النووي في الحرب العالمية الثانية، وازهقت ارواح الملايين من البشر، دون ان يرتد جفن لقادتها، الذين مازالوا يمجدون هذه الجرائم التي ابادت المدن والغابات على من فيها من البشر، ولوثت الانهار والمياه، وسممت التربة والهواء، امريكا هذه، مازالت نخبها تتحدث عن "احتمال تعرض سمعتهم الاخلاقية للخطر" بسبب تزويدها اوكرانيا بالقنابل العنقودية.

المعروف انه في عام 2008 وقعت 123 دولة على اتفاقية أوسل، التي تم بموجبها حظر إنتاج وتخزين وبيع الذخائر العنقودية، الا ان امريكا كانت من الدول التي رفضت التوقيع على الاتفاقية، لانها كانت بحاجة الى هذا السلاح المحرم الفتاك، لاحتلال الدول وابادة الشعوب الاخرى وبسط هيمنتها على العالم، بينما مثل هذه القنابل عادة ما تنطلق منها قنابل صغيرة يمكن أن تقتل الأشخاص بشكل عشوائي على مساحة واسعة، وتلك التي لا تنفجر تشكل خطرا لعقود طويلة، يذهب ضحيتها الاطفال بشكل رئيسي.

اللافت ان بايدن تذرع بأنه اتخذ هذا القرار الصعب على حد قوله، لأن ذخيرة الأوكرانيين تنفذ، رغم ان اكثر من 30 بلدا عضوا في الناتو فتحوا خزائن وترسانات اسلحتهم، ومدوا بها اوكرانيا، وكانت حصة امريكا لوحدها اكثر من 40 مليار دولار من الاسلحة، ولكن مع تزويد امريكا لاوكرانيا بالذخائر العنقودية، يبدو ان الناتو قد تجاوز كل الخطوط المرسومة في قضية دعم أوكرانيا.

نفاد الذخيرة، كانت الذريعة التي لجأ اليها بايدن، لتزويد اوكرانيا بالقنابل العنقودية، بينما الحقيقة، كانت فشل الهجوم المضاد الاوكراني الذي جند لها الناتو كل امكانياته، ضد الجيش الروسي، وهو فشل قد يدفع الناتو مرة اخرى الى إجترار مزاعمه القديمة، عن "المسيرات التي زودت بها ايران روسيا"، ويحملها هذه المرة مسؤولية إبطال سحر اسلحة الناتو وتحويلها الى خُردة!!.