والهدف الأساس ليس الحصول على المردود المالي الرمزي الذي يتلقونه مقابل تلك المخلفات.. بل المشاركة في المبادرة.. مبادرة فرز النفايات واعادة تدويرها والذي اطلق عليها اصحابها اسم 'درايف ثرو' أي "قد وارم.. حول نفاياتك الى نقود".
وفي المحطة وهي الثانية التي يتم افتتاحها خلال عام قائمة بالأسعار تُظهر على سبيل المثال أنّ الكيلوغرام الواحد من الورق المقوّى تساوي الفي ليرة لبنانية أي حوالى سنتين من الدولار في حين أن الكيلوغرام الواحد من علب الألمنيوم يساوي خمسين ألف ليرة.
وبات العديدون يقودون سياراتهم إلى المحطة ويسجلون تفاصيلهم الشخصية ليبدأوا فيما بعد تسليم أكياس وصناديق من مواد قابلة لإعادة التدوير تم فرزها.
وفي حين تكسب فئة من أفقر فقراء لبنان قوتها من خلال البحث داخل حاويات القمامة عن أيّ شيء يمكنهم بيعه لإعادة التدوير أو استخدامه كخردة، يؤكد المشاركون بالمبادرة على الوعي البيئي رغم كل الظروف.
هذه المبادرة ليست جديدة أو فريدة من نوعها ولكن ما يميزها أنها تأتي في ظل تراجع أنشطة إعادة التدوير التي تديرها الدولة، وفي بلد يواجه انهياراً اقتصادياً وُصف بأنه من الأسوأ في العالم منذ حوالى أربع سنوات، هذا فضلا عن الأزمات التي يعانيها ومنذ سنوات أيضا على صعيد إدارة النفايات.
كما تفاقمت المشكلة إثر الدمار الكبير الذي لحق بمحطتين لفرز النفايات جراء الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت في آب/أغسطس 2020.