بعد أمريكا اللاتينية رئيسي في إفريقيا.. إصرار على إفشال الحظر الأمريكي

بعد أمريكا اللاتينية رئيسي في إفريقيا.. إصرار على إفشال الحظر الأمريكي
الأربعاء ١٢ يوليو ٢٠٢٣ - ١٠:٣٢ بتوقيت غرينتش

في اصرار واضح على افشال مفاعيل الضغوطات والعقوبات الأميركية، على الشعب الايراني، انتهجت حكومة الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي منذ اليوم الاول لتسلم مهامها، استراتيجية قائمة على فتح افاق دبلوماسية واقتصادية، امام ايران، مع مختلف دول العالم، وخاصة في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، دون الاخذ بنظر الاعتبار مآلات المفاوضات النووية مع القوى الكبرى في العالم.

العالم كشكول

الجولة الافريقية التي يقوم بها رئيسي حاليا، والتي بدأها اليوم من كينيا، وهي الدولة الافريقية التي لم يزرها رئيس ايراني منذ 11 عاما، تأتي في اطار تلك الاستراتيجية، والتي تهدف ايضا الى زيادة حصة ايران في الاقتصاد الأفريقي، وهي حصة متدنية لا تصل سوى الى مليار و200 مليون دولار من اصل 1200 مليار دولار.

يرى خبراء الاقتصاد، ان بامكان ايران ان تجد في القارة الافريقية، سوقا واعدة، نظرا الى الثروات الهائلة والموارد الطبيعية والمعدنية الموجودة فيها، والتي تشكل مجالا اقتصاديا كبيرا امام ايران نظرا الى قدرات إيران الهائلة في مجالات الزراعة وتصدير الخدمات الفنية والهندسية.

وثائق التعاون الخمس التي وقعتها ايران وكينيا اليوم في مجالات مختلفة منها الاتصالات، والثروة السمكية، والزراعة، والصحة والتعليم الفني والمهني، هي مجالات قد تم دراستها بعناية خلال الاجتماعات التي عادة ما تعقدها ايران والدول الافريقية بشكل دوري، كما حدث في اول اجتماع للتعاون الاقتصادي بين ايران ودول غرب إفريقيا في طهران في مارس /آذار 2023 الماضي.

المعروف ان القارة الأفريقية ، التي تضم 54 دولة، أول قارة في العالم من حيث عدد الدول، وثاني قارة في العالم من حيث الحجم والسكان، وعلى عكس معظم البلدان المتقدمة التي تواجه تحدي معدلات النمو السكاني المنخفضة، فإن معدل النمو السكاني في هذه القارة أعلى من المعدل​ ​العالمي، وقد تسبب معدل النمو السكاني المرتفع ، إلى جانب الامكانيات الاقتصادية والتجارية الضخمة والمتنوعة والمناجم الواسعة، الى التنافس بين دول العالم للاستثمار في القارة الافريقية، فبالإضافة إلى الدول الغربية، هناك دول مثل الصين والهند وتركيا، تستثمر منذ عقدين في افريقيا، لذلك كان على ايران، الا تتخلف عن المشاركة وان تزيد من حجم استثماراتها في مجال التنمية الاقتصادية في القارة الافريقية.

سياسيا، فان انفتاح ايران على القارة الافريقية، وكذلك انفتاحها على دول امريكا اللاتينية، والتي قام الرئيس الإيراني خلال الشهر الماضي بجولة بين دولها وشملت فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، وكذلك التقارب الايراني السعودي، والايراني العربي، وانضمام ايران الى منظمة شنغهاي للتعاون و..، كل ذلك وجه صفعة قوية الى السياسة الامريكية الرامية لعزل ايران، والتي اثبتت تجارب الاعوام القليلة الماضية فشل وعقم هذه السياسة.