وشهد شاهد من أهلها

الغدر الأمريكي هو سبب الحرب في أوكرانيا

الغدر الأمريكي هو سبب الحرب في أوكرانيا
الإثنين ١٧ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٦:٢٨ بتوقيت غرينتش

المعروف ان وزير خارجية امريكا الاسبق جيمس بيكر، تعهد لاخر رئيس للاتحاد السوفيتي، ميخائيل غورباتشوف عام 1990، بعدم توسع حلف الناتو بوصة واحدة باتجاه الشرق، ولكن الذي حدث ان امريكا غدرت بالاتحاد السوفيتي، واثبتت عمليا ان لا عهود ولا مواثيق وقوانين ولا اخلاق، يمكن ان تقف امام هيمنتها واطماعها.

العالم كشكول

عندما نصف امريكا، بانها تغدر ولا تقيم وزنا لا لاتفاق ولا معاهدة اذا كانت تقف عائقا امام هيمنتها واطماعها، فهي تدوس عليها وعلى تواقيعها بكل بساطة، وما مصير الاتفاق النووي مع ايران، عنا ببعيد، فاننا لن ننطلق من هذا الوصف، من رؤيتنا نحن الى سلوكيات امريكا الغادرة المتكبرة المتجبرة، وتجربتنا التاريخية المريرة معها، بل ننطلق من مقال للكاتبين روبرت رابيل وفرانسوا آلام، كتباه في "ناشيونال إنترست"، تحت عنوان "اوقفوا هذا الجنون"، وهو مقال يعتبر اعترافا صريحا، بان امريكا وبغطرسة وأخلاق مزيفة مع جهل بالتاريخ والجغرافيا، تخاطر بأخذ العالم إلى الهاوية، من خلال محاصرة روسيا بحلف الناتو!.

يرى الكاتبان رابيل وآلام، انه بعد ان تعهدت امريكا للاتحاد السوفيتي بعدم اقتراب الناتو من حدودها عام 1990، نرى في عام 1997 دعا الناتو في قمة مدريد كلا من بولندا والمجر وجمهورية التشيك للانضمام للتحالف. وفي جولة ثانية عام 2004 أصبحت بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا أعضاء في الناتو. ثم أتى موقف الولايات المتحدة من ثورات الوردة والبرتقال والميدان في جورجيا، في الأعوام 2003، 2004، 2014 ليضع واشنطن وموسكو في مواجهة عنيفة.

ويرى الكاتبان ايضا، انه ومن اجل توضيح موقف موسكو في الحرب القائمة الآن في اوكرانيا، فمن المفيد الاطلاع على التاريخ. فقد كان إقليم دونباس جزءا من تشكيل روسيا منذ أن هزمت موسكو المغول في القرن الخامس عشر. كما كان لشبه جزيرة القرم وجوارها مكانة خاصة لإبراز قوة الامبراطورية القيصرية. أما بطرس الأكبر فكان أول من أسس قاعدة بحرية روسية على بحر آزوف. وفي عهد كاترين العظمى أقامت موسكو قاعدتها البحرية الاستراتيجية في سيفاستوبول، والتي كانت بمثابة القاعدة الرئيسية لأسطول البحر الأسود الروسي.

واعتبر الكاتبان ان اصرار امريكا على ضمان انتصار أوكرانيا، واعتبار امن واستقرار امريكا من أمن واستقرار اوكرانيا، وكذلك تزويد كييف بأخطر الأسلحة التقليدية، ماهي الا دعوة مفتوحة للحرب العالمية الثالثة والتدمير المتبادل للغرب وأوراسيا، وتجاهلا لحقيقة ان توسع الناتو شرقا يعني محاصرة روسيا في عقر دارها، وتجاهلا لمحاولات القيادة الروسية ثني الغرب عن خطته.

ويخلص الكاتبان للقول، إن دعم انتصار أوكرانيا بهذا الشكل الصارخ يعد حافزا كبيرا للحرب العالمية الثالثة. ويؤكدان أن على الأمريكيين أن يوقفوا هذا الجنون، كما يجب على التحالف أن يعي أن الطريق إلى السلام لا يكون عن طريق السلاح.