مشروع "المعقولية" والمخاوف من سوق الكيان الصهيوني نحو حرب اهلية 

مشروع
الثلاثاء ١٨ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٨:٣٩ بتوقيت غرينتش

عادت الاحتجاجات بزخم اكبر الى الشوارع في جميع أنحاء الکیان الصهیوني في اعقاب تصويت الكنيست الاسرائيلي على مشروع قانون"المعقولية" بالقراءة الاولى، والذي سيحرم المحكمة العليا من إمكانية إلغاء قرارات الحكومة، حتى لو بدت غير منطقية أو تنطوي على فساد، وذلك بضغط من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف.

العالم كشكول

واندلعت مواجهات عنيفة مع عناصر الشرطة اسفرت عن اعتقال العشرات ما حدا بقادة الاحتجاجات المتصاعدة الى الاعلان بان "نتنياهو وحكومة الخراب يجرّون إسرائيل نحو الهاوية". وردد المتظاهرون هتافات ضد التعديلات القضائية، وغلاء المعيشة، وحصة أحزاب الحريديم" من الميزانية، والذي برز من خلال الشعارات المرفوعة في التظاهرة، مثل"أغبياء، نخدم في الجيش وقوات الاحتياط وندفع الضرائب والحريديم يسخرون منا".

في المقابل، لوّحت الجمعيات والمنظمات اليمينية بإجراءات معاكسة تشمل تنظيم وقفات دعم عند منازل الوزراء الذين يقودون التشريعات القضائية، وعلى رأسهم وزير القضاء ياريف ليفين، ورئيس لجنة الدستور في "الكنيست"، سيمحا روتمان، بالإضافة إلى وزير الحرب يوآف غالانت، الذي يتعرض لضغوط شديدة من المؤسسة العسكرية في ظل اتساع رقعة رافضي الخدمة في الوحدات النظامية والاحتياط، احتجاجا على خطة إضعاف القضاء.

وفي هذا البين فان ما يقلق نتنياهو تصريحات كبار ضباط فرقة النخبة الإسرائيلية وتهديدهم بعدم الخدمة في جيش الاحتياط، خاصة الطيارين، وهو إعلان ثقيل على نتنياهو خاصة أن 70% من قوام الطيران الإسرائيلي يعتمد على قوات الاحتياط وليس طياري الخدمة الدائمة.

هذا فضلا عن تصريحات محافظ بنك "إسرائيل" فيما يخص الأضرار الاقتصادية التي تتسبب فيها هذه التعديلات القضائية، وغضب أهم قطاعات الاقتصاد وبدء تراجع الاستثمارات بشكل تدريجي، وكذلك نقل الشركات للخارج، وهي ضربة قوية للاقتصاد من شأنها أن تؤثر على المجتمع الإسرائيلي بأسره وتزيد من معدلات التضخم والأسعار، ما سيقود البلد إلى الصراع ويؤدي إلى حرب أهلية وانهيار تدريجي.

ختاما ينبغي القول ان الهدف من مشروع "المعقولية" هو إضعاف النظام القضائي ومحاولة من قبل نتنياهو لمنع محاكمته في ثلاث قضايا فساد ورشوة، وهي حماقة كبيرة، كما وصفها البعض، باعتباره ليس محل توافق؛ فثلث الإسرائيليين فقط يؤيدون هذا الإجراء، لكن نتنياهو يتشبث به سعيا منه لتسجيل نقطة له ولائتلافه، الامر الذي لم ينجح فيه من خلال العدوان على جنين ومن قبله قطاع غزة.