الاحتجاجات المستمرة في الكيان وهاجس الحرب الأهلية

الخميس ٢٠ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٨:٣٨ بتوقيت غرينتش

أكد الاعلامي والكاتب السياسي الفلسطيني فارس أحمد أن الاحتجاجات في كيان الاحتلال تتسارع بطريقة مثيرة للجدل، مشدداً على أن الشارع الإسرائيلي ومن خلال تحركه يهدف إسقاط كامل حكومة نتنياهو و ليس نتنياهو وحده.

العالم مع الحدث

وأشار فارس أحمد إلى أن الشارع الإسرائيلي ومن خلال تحركه يهدف إسقاط كامل حكومة نتنياهو اوليس نتنياهو فقط، حيث يحاول المعترضون استنهاض أكبر شريحة ممكنة من القاعدة الشعبية والمجتمع الإسرائيلي للخروج ضد الحكومة والمطالبة بإسقاطها.

ونوه إلى أن وتيرة حركة الاحتجاجات تتسارع بطريقة مثيرة للجدل، إذ كانت الفكرة الأساسية في البداية القول لا للتعديلات القضائية فيما يقول المعترضون الآن لا للحكومة.

وردا على سؤال آخر أشار فارس أحمد إلى أن زيارة رئيس الاحتلال هرتسوك إلى الولايات المتحدة جاءت لإدارة ملفات الأزمة في الكيان الإسرائيلي، حيث طلب بايدن منه أن يحضر على جناح السرعة، فيما هناك تأخير لزيارة نتنياهو حيث يقال إنها قد تأخرت إلى نهاية هذا العام.

وأوضح أن: الرئيس الإسرائيلي يعد الشخصية الأقرب بالنسبة إلى الإدارة الأميركية التي يمكنها إدارة الملف، ونتنياهو المبغوض بالنسبة للإدارة الأميركية لم يستطيع أو لم يكمل المشاريع التي ترغب الولايات المتحدة تمريرها من خلاله.

وخلص إلى القول إن: الرئيس الأميركي أمام امتحان صعب جدا.. لا ننسى أن هناك حملة من الديمقراطيين في الكونغرس تقودها رشيدة طليب وإلهان عمر وبعض المشرعين الآخرين الذين يقولون ليس فقط سوف نقاطع كلمة الرئيس الإسرائيلي بل أيضا ستكون هناك احتجاجات، وسنطالب بأكثر من عريضة تجرم الإسرائيليين.

من جانبه أكد الباحث السياسي ماجد نعمة أن الولايات المتحدة لديها أوراق ضغط قوية داخل الدولة العميقة في الكيان الصهيوني، مبيناً أن الولايات المتحدة لديها إمكانية بأن تفجر حكومة نتنياهو من الداخل.

وأشار ماجد نعمة إلى أن ما يجري في الكيان الصهيوني هو انقسام مجتمعي بين اليهود أنفسهم، فيما هم متحدون ضد الفلسطينيين والعرب.

وأكد أن الولايات المتحدة لديها أوراق ضغط قوية داخل الدولة العميقة في الكيان الصهيوني، ممكن أن تفرط عقد حكومة نتنياهو ويدعى إلى انتخابات جديدة.

وقال: لا شك أن اليهود خاصة القادمون من أوروبا الغربية والولايات المتحدة الذين يعتبرون أنهم ديمقراطيين وأنهم يمثلون بعض القيم وما إلى ذلك من كلام فارغ.. هذه التجارة مفتوحة ولم تعد تخدمهم في موطنهم الأصلي الولايات المتحدة، وهناك انقسام حتى داخل الدياسبورا اليهودية.

وفيما أشار إلى أن نتنياهو شكل حكومته مرغما، قال: هو كان يريد أن ينقذ نفسه من السجن لأن هناك ملاحقات خطيرة ضده، ومن هنا علينا أن ننظر إلى هذا القانون أنه يعطي الأولوية للكنيست على المحكمة العليا وعلى القضاء، و هذا هو جوهر الموضوع.

وأكد أن الولايات المتحدة لديها إمكانية بأن تفجر حكومة نتنياهو من الداخل، موضحا: الحكومة ليست كلها متحدة تماما، هناك كثير من الاتجاهات.. حتى لو كان اليمين المتطرف العنصري هو الذي يتحكم بقراراتها، بسبب القانون الانتخابي الإسرائيلي الذي لا يسمح بقيام أكثرية تستطيع أن تتخذ القرارات الصعبة التي تريدها أحيانا الولايات المتحدة ولا تستطيع أي حكومة إسرائيلية أن تنفذها.

هذا وقالت الناشطة السياسية د.آمال وهدان إن ملفات شائكة يريد الأميركي أن يمررها ولا يستطيع من خلال حكومة بنيامين نتنياهو فيما تسعى هذه الحكومة لأن تفرض ذاتها، مؤكدة أنه إذا ما ضغطت واشنطن على ضرورة تجميد التعديلات القضائية المطروحة سينفرط عقد هذه الحكومة تماما.

وقالت آمال وحدان إن هناك مخاطر لانزلاق الأوضاع في الكيان الإسرائيلي نحو الاقتتال الداخلي، مضيفة: خاصة إذا ما عرفنا بنية وتركيبة كل من الطرفين: الطرف الذي يمثله نتنياهو بحكومته المتطرفة.. ومن يسمون أنفسهم العلمانيين والليبراليين والذين يحضون بدعم قوي جدا من أميركا والاتحاد الأوروبي، ليس لأنهم ديمقراطيون كما يحاول الأميركان تصوير ذلك لأن الديمقراطية باتت لعبة مكشوفة لدى الأميركيين أنفسهم.

ورأت أن الاقتتال الداخلي قد يتطور إلى صراع، وتحدث اغتيالات، ويدفع المتعصبون والمتطرفون الشارع نحو هذا الاقتتال: لأن ليس لديهم خيار آخر.. هم لديهم أجندة معينة يريدون تنفيذها، والمعارضة تقف في وجههم.

ونوهت أن: المعارضة في كيان الاحتلال مدعومة أساسا من الأميركان على كل المستويات ومنها السياسي والدبلوماسي، ولولا أنها مدعومة لم تكن لتصمد لغاية الآن.. والدعم يأتي من المخاطر التي تراها الحكومة الأميركية على النزعة التي تمثلها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.

ولفتت إلى أن هناك ملفات شائكة يريد الأميركي أن يمررها ولا يستطيع أن يمررها بهذه الحكومة، فيما الحكومة الإسرائيلية تسعى لأن تفرض ذاتها وإلا سينفك عقدها.

وقالت: إذا ما ضغط الأميركي على ضرورة تجميد التعديلات القضائية المطروحة سينفرط عقد هذه الحكومة تماما.

وحذرت من أن: كل ما يفعله الأميركي بالملف الفلسطيني أو الصراع العربي الصهيوني في فلسطين وفي المحيط إنما هو إدارة الأزمة، لأننا نشهد تراجعاً في الدور الأميركي في المنطقة، وإذا ما كان هناك القليل من اهتمام فهو من قبيل معالجة الأزمة وليس حلها.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..