شاهد بالفيديو..

السودان؛100يوم من الحرب بين اصدقاء الامس واعداء اليوم

الأحد ٢٣ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٣:٥٢ بتوقيت غرينتش

دخلت الاشتباكات في السودان بين الجيش والدعم السريع يومها المئة، حيث يقدر عدد القتلى بالآلاف إلى جانب الملايين من النازحين واللاجئين، بالإضافة إلى الدمار الشامل للبنية التحتية للبلاد.

العالم- السودان

مئة يوم من الحرب في السودان، بين اصدقاء الامس و اعداء اليوم، والصورة تتحدث عن نفسها: خراب وقتل ودمار وأفق حلول غائب.

فالاشتباكات العنيفة التي انفجرت يوم الخامس عشر من نيسان/ابريل الماضي لا تزال مستمرة في الخرطوم وضواحيها، ومعها المزيد من الضحايا المدنيين ومثلهم من طرفي الصراع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وبينما لا يزال مفهوم الحسم العسكري متقدما على ما سواه من هدنات لم تنجح في مساعدة المدنيين في رفد رمقهم، تتواصل الاشتباكات بين الجنرالين ولا سيما في مدينة الأبيّض مركز ولاية شمال كردفان، وفي نيالا عاصمة جنوب دارفور، وسط تحذيرات من المضي قدما في تسليح القبائل من قبل الطرفين في بلد لا زال يعيش صراعا قبليا عميقا، وتداعيات الصراع الدائر، داخليا وعلى دول الجوار .

ولا يعرف على وجه الدقة العدد الفعلي للقتلى من العسكريين من طرفي القتال، بينما يشاهد عامة الناس في الخرطوم الكثير من الجثث بثياب عسكرية، ملقاة على قارعة الطرقات أو داخل المنازل، ولا يوجد طرف ثالث يمكن الركون إليه لمعرفة الأعداد الفعلية لقتلى الطرفين، وملايين النازحين واللاجئين.

في الاشتباكات المستمرة دون هوادة، لم تسلم المستشفيات والمراكز الصحية من الغضب المتفجر للانتقام من كلا الطرفين، حيث طالبت وزارة الصحة ومنظمات اممية طرفي النزاع بتحييد المستشفيات واحترام القانون الدولي وفتح ممرات إنسانية وعدم التعرض للكوادر الطبية والمتطوعين.

وبينما تستمر عمليات التمشيط الواسعة للعاصمة من قبل الجيش، استطاعت الخرطوم التقاط أنفاسها، مع اتساع الرقعة الامنة في مناطق مختلفة، غير أن العاصمة السودانية ما زالت تعيش أزمة إنسانية وخدمية صعبة، ويحاصرها شبح الجوع يوما بعد اخر، في ظل انقطاع المعونات الإنسانية الغذائية.

ويهيم سودانيون على وجوههم في حر الصحراء في تشاد المجاورة، هربا من موت يلاحقهم في ترحالهم المرير، وتعجز المؤسسات الاغاثية الدولية عن اللحاق بحجم وهول الكارثة التي عمقتها الحرب بين البرهان وحميدتي على المدنيين، ما تيسر من رمق للبقاء على قيد الحياة افضل من القذائف والصواريخ التي كانت تنهمر عليهم داخل منازلهم، ففي السودان للحياة والتشرد حكاية اخرى ربما تكون في بداياتها.