أسبوع حبس الأنفاس سياسيا واقتصاديا في لبنان

أسبوع حبس الأنفاس سياسيا واقتصاديا في لبنان
الإثنين ٢٤ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٥:٠٠ بتوقيت غرينتش

يُعتبر هذا  الاسبوع مفصليا في تحديد الطريق الذي ستسلكه لبنان  في الاشهر المقبلة.. فهل تسلك السريع نحو الانهيار المخيف، ام يتم ابتكار صيغ ومخارج قادرة في افضل الاحوال، على إبقاء الوضع على ما هو عليه، بما ان وضع قطار لبنان على سكة الانقاذ والنهوض يبدو ليس في الجيب بعد؟ الاجوبة تتوقف على اثنين: ما الذي سيحصل في حاكمية المركزي عشية انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة في 31 تموز الجاري؟ وما الذي سيحمله معه المبعوث الرئاسي الفرنسي الى بيروت من طروحات رئاسية ؟

العالم_لبنان

الاخطر، ان لا اجوبة واضحة على هذه الاسئلة حتى لدى المعنيين بها مباشرة، ما يضع اللبنانيين في حالة ترقّب وقلق مشروع، بما ان اهل الحكم غالبا ما رموا البلاد، بسبب ادائهم، في أتون السيناريوهات الأسوأ.

باريس والدوحة
وتشير مصادر سياسية مطلعة الى صحيفة الشرق اليوم الاثنين الى ان لودريان يعتزم القيام بجولة اتصالات جديدة مع القوى السياسية حيث سيضعها في صورة مقررات ومناقشات الاجتماع الخماسي الاخير في الدوحة. هو على الارجح، لن يقترح اجراء حوار في ما بين الاطراف المحلية، بما ان الخماسي لم يحبذ هذه الفكرة، بل هو سيجس النبض حيال امكانية ان يسيروا بمرشح ثالث، معربا عن استعداد باريس للعب دور الوسيط بين اللبنانيين للاتفاق على هذا الاسم، مدعوما في هذا المسار من القطرييين الذي دخلوا في الساعات الماضية بقوة على الخط اللبناني، طارحين الاقتراح نفسه.

اقتصاديا، تتجه الانظار الى قرار نواب حاكم مصرف لبنان الاربعة وما يمكن ان يخلّفه من ترددات على ضفة سعر صرف الليرة. واذ يتحدث الحاكم رياض سلامة في اطلالة تلفزيونية الاربعاء المقبل، على وقع معطيات تتحدث عن رغبة بعض الاطراف (وعلى رأسها حركة امل ورئيس الحكومة) بالتمديد له او بمطالبته بالاستمرار في تسيير اعمال المرفق العام، يبدو ان خيار النواب الاربعة المرجّح، بات للاستقالة مِن مناصبهم، بما ان الشروط التي طالبوا مجلسَ النواب بتحقيقها تعجيزية.

وبعد هذه الاستقالة (المرجّحة الاسبوع الطالع)، سيطلب مجلس الوزراء بناء لطلب من وزير المال يوسف الخليل، مِن النواب الاربعة الاستمرار في تسيير اعمال لمركزي .وفي هذا السياق ترددت معلومات ان الرئيس نجيب ميقاتي طلب من نواب الحاكم ارجاء المؤتمر الصحافي المقرر يوم غد الثلاثاء وبالتالي عدم الاعلان عن اي خطوة بانتظار الاجتماع معه.

كتبت صحيفة الديار: تتجه الانظار خلال الساعات القليلة المقبلة، الى الزيارة الثانية التي يقوم بها المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت. زيارة لا يُعوَل عليها لإحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية، خاصة بعد ما صدر عن الاجتماع الاخير للجنة الخماسية الدولية المعنية بالشأن اللبناني. اذ وبعدما كان الاعتقاد ان لودريان سيعود ليطرح جلوس القوى اللبنانية حول طاولة حوار، نعى الاجتماع الذي عقد في الدوحة الاسبوع الماضي هذا التوجه، بغياب الآليات وجدول الاعمال المحدد، ما سيحوله الى مضيعة للوقت لا يبدو ان القوى الدولية بصدد تغطيتها.

وتقول مصادر مواكبة للملف الرئاسي، ان لودريان سيأتي الى بيروت خالي الوفاض، واشارت الى ان الهدف من الزيارة دعوة القوى المعنية للانطلاق بالبحث في خيارات جديدة، من دون الاعلان صراحة عن سقوط المبادرة الفرنسية، كيلا تسجل باريس هدفا جديدا في مرماها، وتقر بخسارة اضافية بالملف اللبناني. وترجح المصادر ان يشهد الملف الرئاسي جمودا طوال الفترة المقبلة حتى موعد الاجتماع الجديد للجنة الخماسية، المقرر على الارجح في شهر ايلول المقبل، وتضيف: ومن الارجح ان يكون شهر ايلول مفصليا، فاما يحصل ضغط كبير داخلي - خارجي يؤدي الى انتخاب رئيس، ام اننا سنكون بصدد تمديد اضافي للفراغ يستمر اقله حتى مطلع العام الجديد.

وتستبعد المصادر ان تؤدي اي لقاءات او حوارات داخلية الى اخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة"، لافتة الى ان "معظم القوى اللبنانية تعول على تطور التفاهمات الخارجية، آملة ان تصب لمصلحتها... ففيما يعول "الثنائي الشيعي" على ان تعيد هذه التفاهمات، وبخاصة التفاهم الايراني- السعودي كما الايراني - الاميركي المرتقب، تعويم مرشحه الرئاسي، تعتقد قوى اخرى ان هذه التفاهمات ستعزز حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون الرئاسية.

لكن كشفت اوساط واسعة الاطلاع لـصحيفة الجمهورية انه، وخلافاً لانطباع البعض بأنّ اللجنة الخماسية العربية الدولية أنهت المبادرة الفرنسية، يبدو أنّ اللجنة أعطت باريس هامشا إضافيا لتحرّكها، يمتد ما بين شهرين وثلاثة، مشيرة الى انّ السبب يعود إلى كَون اللجنة لا تملك بعد اي بديل مُكتمل، ولذلك هي تركت لفرنسا ان تملأ الوقت الضائع بلقاءات او حوارات.

ولفتت هذه الاوساط الى ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان سيستكمل مهمته في هذا الإطار، موضحة انه سيصل الى بيروت مساء غد.