لودريان غادر بيروت مراهنا على خرق داخلي يمكن ان يعيد الزخم الى مبادريته

لودريان غادر بيروت مراهنا على خرق داخلي يمكن ان يعيد الزخم الى مبادريته
الجمعة ٢٨ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٥:١٩ بتوقيت غرينتش

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان للبنان التي أنهاها بلقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث غادر مراهنًا على خرق داخلي يُمكن أن يعيد الزخم إلى مبادرته عبر فتح الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر.

العالم - لبنان

وذكر مطلعون أنّ حراك لودريان هدف إلى تأجيل المباحثات إلى شهر أيلول التي سيصار فيها إلى التشاور حول مواصفات الرئيس وجدول الأعمال، ومن ثم الذهاب إلى فتح أبواب المجلس النيابي حتى انتخاب الرئيس.

و كتبت صحيفة الاخبار أنهى المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان زيارته للبنان بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ، حاملاً غلّة جولته الثانية لوضعها بينَ يدي برّي الذي أصرّ مرة جديدة على تسريب أجواء تجزم بأن كوّة فُتِحت في جدار الرئاسة.

وقد أتت زيارة لودريان لبري بعدَ زيارته مقر كتلة الوفاء للمقاومة في الضاحية والاجتماع مع رئيسها النائب محمد رعد في مقر الكتلة في حارة حريك، وقد استمع وفد الحزب الى الموفد الفرنسي واعاد التاكيد امامه على موقف الحزب الداعم لترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وان الحوارات الداخلية بين اللبنانيين ستساعد على انضاج حل قريب. مع عدم ممانعة الحزب لبرنامج عمل الموفد الفرنسي، الذي اختصره مطلعوان بانه حراك هدف إلى تأجيل المباحثات إلى شهر أيلول التي سيصار فيها إلى التشاور حول مواصفات الرئيس وجدول الأعمال، ومن ثم الذهاب إلى فتح أبواب المجلس النيابي حتى انتخاب الرئيس، مع الإشارة إلى أن الجولة المقبلة له ستكون المحاولة الخارجية الأخيرة لمساعدة لبنان وإلا سيضطر إلى مواجهة خيارات عديدة، من بينها اتخاذ إجراءات عقابية وتركه لمصيره!

وتعمّد لودريان التركيز على إجراء مباحثات في أيلول المقبل وضمن فترة زمنية سريعة ومحدّدة، وفقَ جدول أعمال من بند واحد هو رئاسة الجمهورية (مواصفات وبرنامج عمل)، كمقدّمة لجلسات انتخاب متتالية بعد أن يتم اختيار مجموعة من الأسماء التي تُعتبر متناسبة مع برامج العمل الرئاسية.

وقالت مصادر مطّلعة على أجواء جولة لودريان أن التمعّن في كلامه يكشف عن محاولته الجمع ما بينَ المسار الذي رسمه اللقاء الخماسي في الدوحة والطرح الفرنسي، معتبرة أن «باريس لم تتخلَّ عن طرحها لكنها ذهبت إلى اتّباع آلية جديدة في إدارة الملف تحت سقف الخماسية». فبعد أن رفض لقاء الدوحة مبدأ «حوار السلة» وفكرة المقايضة، استغلّت باريس فترة السماح المعطاة لها واستبدلت فكرة الحوار بما سمّته المشاورات أو «اجتماعات العمل» كما أسماه الموفد الفرنسي، مراهنة على خرق داخلي يُمكن أن يعيد الزخم إلى مبادرتها قد يؤمّنه الحوار القائم بين حزب الله والتيار الوطني الحر.

بدورها كتبت صحيفة البناء تكشفت مبادرة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان عن إعادة تسمية الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بصفته مشاورات، وأربك المعارضين بصورة حالت دون إعلانهم موقفاً واضحاً والتريثعلى صعيد آخر، واصل الموفد الرئاسي الفرنسي جولاته على القيادات في يومه الثالث والأخير في بيروت.

وقد التقى أمس، يرافقه وفد من السفارة، رئيسَ كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الدولية عمار الموسوي في مقر الكتلة في حارة حريك.

وأشارت مصادر مطلعة على أجواء اللقاء الى أن لودريان طرح افكاراً على حزب الله استناداً إلى مبدأ الحوار والتوافق.

وبعد نهاية جولته، التقى لودريان وللمرة الثانية رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور غريو. وقالت مصادر الرئيس بري إنه بعد لقائه الثاني مع لودريان جدّد التأكيد على أن كوة قد فُتحت في الملف الرئاسي.

وبحسب المعلومات، قال لودريان إن المشاورات التي ستحصل في ايلول حول مواصفات الرئيس ومهامه، هي الفرصة الأخيرة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، وإذا لم تنجح جلسة المباحثات فستسحب الدول الخمس يدها من الملف اللبناني ومَن سيعرقل الانتخابات سيتم فرض عقوبات عليه. وفي المعلومات أيضاً «لن يكون هناك لقاء يجمع لودريان والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لأنه سيجتمع مع غريو لوضعه في صورة الجولات التي قام بها لودريان.

ونقلت مصادر إعلامية عن نواب المعارضة قولهم إننا نُقدّر الاهتمام الذي تبديه الدول الصديقة للبنان خصوصاً لجهة ضرورة التزام النواب بمسؤولياتهم واحترام الآليات الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية والداعي للحفاظ على سيادة لبنان.

وكتبت النهارفي وقت ثبتت فيه الخارجية الفرنسية رسميا طرح حوار أيلول الذي طبع الزيارة الثانية التي قام بها المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان كموعد افتراضي مآمول فرنسيا وخماسيا لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد نظرا الى ان مهمته باتت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالموقف الجماعي للمجموعة الخماسية من الازمة الرئاسية، ارتسمت امس للمرة الأولى جديا المعالم المبدئية لمخرج اللحظة الأخيرة لازمة حاكمية مصرف لبنان الذي نجح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في اجتماعاته المتعاقبة الكثيفة مع نواب الحاكم الأربعة في صياغته.

وحسب موقع النشرة الزيارة الثانية للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لم تكن مثل الاولى ان من حيث الشكل او من حيث المضمون.

فمن حيث الشكل، كانت الزيارة الاولى مجرد ايحاء بأن فرنسا مصممة على عدم خسارة الورقة اللبنانية، وانها على استعداد للحديث مع الدول الكبرى في سبيل ايجاد حلّ للموضوع، ومن حيث المضمون اتت اللقاءات التي عقدها لودريان في حينه، بمثابة رسالة انفتاح على الجميع وللتشديد على ان لا فيتو على احد على الرغم من التأييد الفرنسي الذي كان قد صبّ في خانة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. اما الزيارة الثانية، فأتت مختلفة من حيث الشكل لانها تمّت مباشرة بعد اجتماع خماسي جديد وبروح جديدة انجبتها السياسات الخارجية التي تحكّمت بالقرارات الداخليّة وامّنت التوازن السياسي الصعب بين مختلف الاطراف، فساد "التعادل" بشكل رسمي واثبت كل طرف حضوره وفاعليته، فيما عادت الحراراة الى العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله اثر التوتر الذي ساد والذي لم يقطع الخيوط الا انه اضعفها.

هذا يعني انّ الجديد الذي حمله لودريان هو تأكيد على عقد حوار وعلى انه يحظى بموافقة دوليّة لتظليله، فيما تبقى للتفاصيل رهبتها، مع توقع حصول تقارب اكبر بين الدول الاساسية المعنية خلال شهر آب المقبل، من شأنه ان ينعكس ايجاباً على الملف اللبناني ويليّن المواقف الداخلية، مع احتمال ان ينجح النائب جبران باسيل في ان يأخذ الدور الذي لطالما لعبه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط: "بيضة قبان".