مسارات الحل في النيجر.. محلية، إقليمية أم دولية؟

مسارات الحل في النيجر.. محلية، إقليمية أم دولية؟
الأحد ٣٠ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٨:٢٩ بتوقيت غرينتش

يُنظر الى ما يجري حاليا في النيجر عبر أكثر من عدسة.. العدسة المحلية، العدسة الأفريقية وأكثرها على الإطلاق وأعمقها عدسة الصراع بين القوى الدولية في منطقة الساحل والتنافس الغربي مع كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين عليها.

العالم - يقال ان

الجنرال عبد الرحمن تشياني الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم قبل أيام وهو الآن حاكم النيجر المطلق واجه رفضا فرنسيا للاعتراف به إلى جانب رفض أميركي أعربت فيه واشنطن عن قلقها إزاء الوضع في النيجر وبدأت بالتراجع عن استراتيجيتها في التعامل مع هذا البلد، بينما رحبت مجموعة فاغنر الروسية بالإنقلاب واعتبرته كفاحا ضد المستعمرين بعد إن رُفعت الأعلام الروسية في شوارع العاصمة نيامي.

الصين بدورها تراقب الأوضاع في النيجر عن بعد وهي تتربع على مشاريع اقتصادية ضخمة هناك، ولذا فقد يطرح السؤال نفسه، كيف سيتعامل الغرب مع رئيس النيجر الجديد؟ وما مصير النفوذ الأميركي الغربي مقابل النفوذ الروسي الصيني؟

مراقبون للشأن الأفريقي يقولون أن الجنرال عبد الرحمن تشياني لا يمكن أن يكون حياديا في العلاقات مع الشرق والغرب لأن ما يحدث في الحزام السوداني هو صراع ملحق بالصراع الأوروبي الذي تلخصه الحرب بين روسيا وحلف الشمال الأطلسي مستدلين بتصريحات سابقة للجنرال تشياني الذي قال فيها أن لا معنى لمحاربة الإرهاب في النيجر بدون التعاون مع مالي وبوركينافاسو، الدولتان اللتان لديهما أرتباطا وثيقا مع روسيا عبر مجموعة فاغنر بحسب المراقبين.

المراقبون يؤكدون أن الإنقلاب العسكري في النيجر يأتي بسبب سوء إدارة الفرنسيين في التعامل مع الدول الأفريقية التي تستعمرها وكذلك أن النيجر دولة حديثة الديمقراطية ولم تتقن بعد طبيعة الحياة الديمقراطية ولذا فأنها تتعرض لإنقلابات عسكرية بين الحين والآخر تنفيذا لمآرب القوى العالمية.

في المقابل يقول محللون سياسيون أن إستراتيجية روسيا والصين نجحت في الدول الأفريقية حديثة العهد بالاستقلال عن الإستعمار الغربي وهي مازالت تحمل ضغينة وحقدا على الإستعمار الغربي ولذا فإن روسيا استغلت العلاقات بين الاتحاد السوفيتي ودول أفريقيا من خلال تزويد الأخيرة بالسلاح والمواد الغذائية والتنمية التي تقوم موسكو وبكين بتقديمها الى أفريقيا دون شروط على شرط أو تسييس قياسا بالولايات المتحدة والدول الغربية.

إذن، الصراع في النيجر لم ينته بعد لأن هناك اربع قواعد عسكرية فرنسية وقاعدة أميركية هناك وأن المستجد يؤكد أن الصراع في النيجر هو بداية لأزمة طويلة الأمد في أفريقيا.