السيد الصدر يسأل ويجيب بـ'5' أجوبة: لماذا لا يطعم الله الفقراء؟

السيد الصدر يسأل ويجيب بـ'5' أجوبة: لماذا لا يطعم الله الفقراء؟
الثلاثاء ٠١ أغسطس ٢٠٢٣ - ١٢:٣٧ بتوقيت غرينتش

طرح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، 5 أجوبة حول ما قال إنه سؤال شائع بين الناس، مفاده لماذا لا يطعم الله الفقراء، مستعرضاً آيات من القران وأدلة من التراث الإسلامي.

العالم- العراق

فيما يلي نص التغريدة:

بسمه تعالى

قال الله العلي القدير في كتابه العزيز: (وَإذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).

إنني هنا أريد أن أستوحي من هذه الآية أمراً مهماً وفكرة لا تخلو من وجهة نظر مهمة.

حيث إنه إذا قيل: إن الله قادر على إطعام الفقير فلم لا يطعمه ؟ ولماذا يوكل أمر إطعام الفقير الى الناس؟

قلنا يجاب ذلك بعدة أجوبة منها :

الجواب الأول: إنه اختبار لطاعة الله من خلال ما يعتبر من أفضل العبادات وهو إطعام الفقراء من خلال الصدقات والزكاة والخمس، فقد قال تعالى: (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).

الجواب الثاني: إنه التكافل الاجتماعي.. وحسن العلاقات بين أفراد المجتمع بصورة عامة وبين المؤمنين بصورة خاصة.. ومن ضمنها علاقة الغني بالفقير.

الجواب الثالث: إنّ الله مسبب الأسباب، وهو الذي سبّب الرزق لأحد عباده فصيّره غنياً لكي ينفق من ماله على الفقير.. فقد قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيراً) وإن لم ينفق فيكون شبيهاً بقارون الذي خسف بداره الأرض.

الجواب الرابع: إن الله تعالى قادر على أن يرزق الفقير بالمباشر إلا إن ( مبدأ الإستحقاق) لا يساعد على ذلك.

الجواب الخامس: إن إيصال المعونة إلى الفقير يحتاج الى مقدمات مادية ،غالباً، وخصوصاً إن الفقير لا يتحمل الأمور المعنوية كما تحملتها سيدتنا مريم العذراء وغيرها من الأسباب.

وعلى نفس الغرار، في كل الأمور فإنها تحتاج الى مقدمات دنيوية، وإلا فإن الأئمة عليهم السلام قادرون على استعمال طرق معنوية ومعاجز إلهية لهداية المجتمع ولما وصل الأمر إلى اعتزال أمير المؤمنين علي حينما غُصبت الخلافة ولا إلى استشهاد الإمام الحسين في معركة الطف أمام فساد الدولة الأموية ولا إلى دسّ السمّ للإمام الرضا من قبل الدولة العباسية وكذا باقي الأئمة روحي لهم الفداء، فإنهم اتبعوا الطرق المتعارفة لمحاربة الفساد والظلم والطغيان.. وخصوصاً إن ما أسميته ب: مبدأ (الإستحقاق فعّال لعدم استحقاق الشعوب للمعجزة والكرامة وتدخل السماء بصورة مباشرة إلا في موارد خاصة كانشقاق البحر لموسى أو طير الأبابيل لتحمي بيت الله الحرام وما شاكل ذلك.

وكذلك انتظار الفرج وظهور مولانا صاحب العصر والزمان سلام الله عليه، فإنه يحتاج إلى استحقاق عال وجهوزية تامة من قبل أتباعه ومحبّيه ومناصريه.

وإلا فلن يكون أمر ظهوره منجزاً على الإطلاق. بل وإنّ عدم ظهوره أو عدم انتصار ثورة الطفّ مادياً وإن انتصرت معنوياً فإنها أيضاً من باب استحقاق الشعوب.

فلو أنها ناصرت ودعمت ولم يكُ فسطاط الحق سبعين رجلاً وفسطاط الظالمين آلافاً مؤلفة لاستحقت البشرية انتصاراً مادياً وعسكرياً للإمام الحسين.

ولأنها غير مستحقة له وَهَبَ الله تعالى الإمام الحسين الشهادةَ وَوَهَبَ الإمام المهدي الغيبة.

وكذا ما تمرّ به الشعوب من بلاءات فإن ذلك استحقاق لخذلانها الحقِّ وقلّة الناصر.. وإلا لما بقي في العراق على سبيل المثال محتل أو مطبع أو ميمي أو فاسد أو حارق للقرآن أو ظالم وما إلى غير ذلك. فلا ينبغي أن تكون الشعوب باسطة يديها ليبلغ الماء إليها بل تسعى وعلى المرء أن يسعى وليس عليه أن يكون موفقاً.

فقد سعى الحسين الى نصرة الحق وإلى طلب الإصلاح في أمة جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله فانتصر الدم على الفساد وعلى الظلم فبقي حسينُ الإصلاح خالداً ودُفن فساد آل أمية بين طيات التاريخ والله ولي المؤمنين.