فضائح ترامب.. وحقيقة الديمقراطية الأمريكية

فضائح ترامب.. وحقيقة الديمقراطية الأمريكية
السبت ٠٥ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

ليس هناك من شخص، مثل الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، فضح الديمقراطية الامريكية وكشف زيفها امام العالم، كما كشف حقيقة الشعب الامريكي الذي كان يتبجح على العالم، بانه شعب يتمتع بنسبة كبيرة من المثقفين، ويميز بين الصالح والطالح، ولا يمكن للاعلام ان يؤثر على بوصلته التي لاتخطىء مطلقا.

العالم يقال ان

ترامب، الذي يمثل افضل تمثيل للانسان الامريكي كما نعرفه بعيدا عن كل عمليات التجميل التي اجرته وسائل الاعلام الامريكية عليه، على مدى عقود طويلة، وهو اعلام جعل من الكابوي المتوحش رمزا للبطولة والرجولة والعنفوان، بل ورمزا لامريكا، لذلك نجح ترامب ان يعيد الواقع الامريكي الى حقيقته، بعيدا عن التزييف الاعلامي الامريكي، لذلك نرى رجلا عنصريا متعجرفا عديم الضمير، مغرورا متغطرسا جشعا ارعنا فاسدا ماديا واخلاقيا ، يتحول الى رمز لاكثر من نصف الامريكيين، الذين يرون فيه حلمهم.

من اجل الا نتهم اننا نتجنى على الامريكيين ورمزهم، سنمر مرورا سريعا على بعض فضائحه، فهذا الرمز الامريكي ضغط على وزارة العدل لتعلن ان انتخابات 2020 كانت مزورة، كما مارس ضغوطاً على نائبه مايك بنس، لإلغاء نتائج الانتخابات، بينما كان الكونغرس يلتئم للمصادقة على فوز منافسه جو بايدن، ومن بعدها دعا أنصاره المحتشدين في واشنطن إلى "القتال"، والهجوم على الكونغرس لمنع التصويت لبايدن، وهو ما حصل فعلا.

هذا الرمز الامريكي، وعلى رغم هزيمته بالانتخابات، كان مصمما على البقاء في السلطة. لذلك، ولمدة تزيد على شهرين بعد انتخابات، نشر اكاذيب حول وجود عمليات تزوير غيرت النتيجة، وحول أنه فاز بالفعل.

ترامب هذا، اتصل في الثاني من يناير/كانون الثاني 2021 بسكرتير ولاية جورجيا براد سافنسبرغر، وحض خلاله مسؤولين انتخابيين على "إيجاد" 11 ألفا و780 صوتا لقلب خسارته أمام جو بايدن في الولاية.

كما ان ترامب نسق مع مسؤولين جمهوريين محليين، في إطار خطة في جورجيا و6 ولايات متأرجحة أخرى، لإرسال شهادات مزورة إلى مجلس الشيوخ لقلب انتصارات انتخابية لبايدن.

ترامب متهم ايضا بالاحتيال المالي وإساءة التعامل مع وثائق مصنفة سرية، ففي القضية الاخيرة، مثل مدير منزل ترامب في فلوريدا ، كارلوس دي أوليفيرا أمام المحكمة، حيث واجه اتهامات بمساعدة ترامب في الاحتفاظ بتلك الوثائق، والتآمر لعرقلة سير العدالة، وإتلاف أدلة، ومحو لقطات كاميرات المراقبة ، تجنبا لوقوعها في أيدي المحققين.

وفي سياق متصل من المتوقع أن يؤثر على سير المحاكمة قال نائب الرئيس السابق مايك بنس إن ترامب طلب منه في 6 يناير/ كانون الثاني 2020 أن يختاره "هو بدلا من الدستور لكنني اخترت الدستور"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "أي شخص يضع نفسه فوق الدستور لا يصلح أن يكون رئيسا للولايات المتحدة.

اخيرا، دفع ترامب مبلغا من المال وقدره 130 ألف دولار لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز، مقابل شراء صمتها عن علاقة تقول إنها جمعتهما في عام 2006؛ دفعت من اموال حملته الانتخابية.

اللافت هنا، هو ان مثل هذا الرجل تقول استطلاعات الراي الامريكية، انه الاوفر حظا في الفوز بانتخابات حزب الجمهوري، ويتقدم بفارق كبير على أقرب منافسيه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس بنسبة 54% مقابل 17% وفق ما أظهر استطلاع أجرته مؤخرا صحيفة نيويورك تايمز وجامعة سيينا.

واللافت اكثر ان هذا الافاق، وفقا للدستور الامريكي والديمقراطية الامريكية، يمكنه ان يستمر في ترشحه للانتخابات حتى في حال إدانته في جميع تلك القضايا الجنائية، فلا شيء في الدستور يمنع مدانا من خوض السباق إلى البيت الأبيض، ويمكنه حتى ان يكون رئيسا لامريكا وهو في السجن محكوم عليه بالمؤبد!!.