بشأن علاقة بلاده مع إيران وروسيا..

الرئيس السوري: نعرف كيف نختار أصدقاءنا بشكل صحيح

الرئيس السوري: نعرف كيف نختار أصدقاءنا بشكل صحيح
الأربعاء ٠٩ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن العلاقات الوثيقة بين سوريا وكل من روسيا وإيران تثبت أن دمشق تعرف كيف تختار أصدقاءها.

العالم - سوريا

وخلال مقابلة مع قناة سكاي نيوز قال الأسد أن الإرهاب هو من قام بالتدمير في سورية ومن يتحمل المسؤولية هو من وقف مع الإرهاب ومن نوى على الحرب، من خطط لها ومن اعتدى، وليس المعتدى عليه أو من دافع ضد الإرهاب.

وشدد الرئيس الأسد على أن العلاقة مع روسيا وإيران أثبتت بأن سورية تعرف كيف تختار أصدقاءها بشكل صحيح، مؤكداً في الوقت ذاته أن سورية لم تبدأ بالقطيعة مع العرب ولم تقم بأي عمل ضد أي دولة عربية ولم تسعَ للصدامات ولا للمشاكل عبر تاريخنا، و«هذا جزء من سياستنا أو جوهر سياستنا».

وبين الرئيس السوري بأنه عندما طلبت سورية من أصدقائها أن يقفوا معها فلأنها كانت بحاجة لهذا الدعم، ووقوفهم معها كان له تأثير مهم في صمود سورية، مشيراً إلى أنه لا يمكن للأصدقاء أن يحلوا محل السوريين في الحرب وفي المعركة وفي الصمود، فالصمود الحقيقي هو صمود الشعب، وقال: «كلمة السر في الصمود هي الوعي للمخطط، ولم نسقط ولا في فخ من الأفخاخ التي رُسمت لنا في الخارج، والوعي هو أساس النجاح والصمود عاجلاً أم آجلاً».

وبخصوص مستقبل عودة العلاقات بين دمشق وعدد من العواصم العربية اعتبر أن هذا يعتمد على طبيعة العلاقات العربية- العربية التي لم تتغير بالعمق، فهناك وعي لحجم المخاطر التي تؤثر على الدول العربية لكنها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول، وطالما أنه لا يوجد حلول للمشاكل فإن العلاقة ستبقى شكلية. وقال: «مشكلة العرب أنهم لم يبنوا العلاقات على مؤسسات، لذلك لم يبنوا مؤسسات، وإذا تحدثنا عن العلاقات الثنائية فهي ضعيفة لهذا السبب، والعلاقة الجماعية عبر الجامعة العربية أيضاً، لأن الجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي، وهذا هو ما نراه وهذا ما نأمل أن نتمكن من تجاوزه».

وحول قضية اللاجئين أوضح الرئيس الأسد أنه خلال السنوات الماضية عاد إلى سورية أقل من نصف مليون بقليل، وقد توقفت هذه العودة، بسبب واقع الأحوال المعيشية، فكيف يمكن للاجئ أن يعود دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة هذا هو السبب.

وبشأن تجارة المخدرات أكد الرئيس الأسد أنه عندما يكون هناك حرب وضعف للدولة، فلا بد أن تزدهر هذه التجارة، وأن من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سورية وليست الدولة السورية، ونحن لدينا مصلحة بالقضاء على هذه الظاهرة كما بقية الدول.

وتساءل الرئيس الأسد أنه من دون جدول أعمال ودون تحضير، لماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! نحن نريد أن نصل لهدف واضح، هو الانسحاب من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سورية، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان.

وأكد الرئيس بشار الأسد أن السياسة السورية تقوم على رؤية وطنية تقوم على الدفاع عن المصالح السورية وعن سورية في وجه الإرهاب، وعن استقلالية القرار السوري، مبيناً أنه لو عدنا بالزمن إلى الوراء فسوف نبني ونتبنى السياسة نفسها.

واشار الرئيس السوري إلى أن السيناريوهات التي حصلت قبيل الحرب على سورية، كانت لخلق حالة من الرعب في سورية، لكن كان هناك وعي لهذه السيناريوهات، خاصة أننا كنا نخوض معركة وجودية، فالمستهدف من هذه الحرب كانت سورية.

واعتبر بشار الأسد أنه لم تكن هناك مطالبات داخلية برحيل الرئيس عن السلطة، فعندما يرحل رئيس عن المنصب أو عن المسؤولية فإنه يرحل عندما يريد الشعب له الرحيل وليس بسبب ضغط خارجي أو بسبب حرب خارجية، وعندما يكون بسبب داخلي هذا شيء طبيعي، أما عندما يكون بسبب حرب خارجية، عندها يكون اسمه هروباً وليس تخلياً عن السلطة، مؤكداً أن الهروب لم يكن مطروحاً على الإطلاق.

وشدد الرئيس السوري على أن الإرهاب هو الذي كان يقتل ويدمر ويحرق في سورية ولا يوجد دولة تقوم بتدمير الوطن، فالإرهاب هو من قام بتدمير سورية، والدولة دورها بحكم الدستور والعرف الوطني أن تدافع عن الدولة، مؤكداً أن من يتحمل مسؤولية الدمار في سورية هو من وقف مع الإرهاب، وليس من دافع ضد الإرهاب، ومن نوى على الحرب، وخطط لها، ومن اعتدى، وليس المعتدى عليه.

واعتبر الرئيس السوري أن المعارضة هي المصنّعة محلياً لا المصنعة خارجياً، والمصنعة محلياً يعني أن تمتلك قاعدة شعبية، وبرنامجاً وطنياً، ووعياً وطنياً، مبيناً أن كلمة خارج لا تعني السوء فالقضية لا علاقة لها بالخارج والداخل، لها علاقة بأين تكمن انطلاقتك من الشعب أم من المخابرات الأجنبية هذا هو السؤال فقط.

وحول مسألة الاتهامات للدولة السورية بغض الطرف عمن يقومون بتجارة المخدرات أكد أنه إذا كانت الدولة تسعى لتشجيع تجارة المخدرات في سورية، فهذا يعني بأننا نحن كدولة من شجعنا الإرهابيين ليأتوا إلى سورية ويقوموا بالتدمير ويأتوا بالقتل لأن النتيجة واحدة، وقال: «نحن أول المتحمسين والمتعاونين من أجل مكافحة هذه الظاهرة لأنها ظاهرة خطيرة بكل معنى الكلمة فمن غير المنطقي أن تكون الدولة معها، وعندما يكون هناك حرب وضعف للدولة، فلا بد أن تزدهر هذه التجارة، هذا شيء طبيعي ولكن من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سورية وليست الدولة السورية»، مشدداً على أن «لدينا مصلحة مشتركة معهم في القضاء على هذه الظاهرة».

وأشار الرئيس السوري إلى الحوارات التي تجري مع الولايات المتحدة، مبيناً أن عمرها سنوات وهي تجري بشكل متقطع، مؤكداً أنه لم يكن لدى الدولة السورية أمل حتى للحظة واحدة بأن الأميركي سوف يتغير، لأن الأميركي يطلب ويطلب، ويأخذ ويأخذ ولا يعطي شيئاً، لكن سياسة سورية هي ألا تترك أي باب مغلق في وجه أي محاولة لكيلا يُقال لو فعلوا كذا لحصل كذا، وأضاف: «لكن لا أتوقع بأنه بالمدى المنظور سيكون هناك أي نتائج من أي مفاوضات تُعقد مع الأميركي».

وأكد أن العدو الإسرائيلي يستهدف في اعتداءاته على سورية الجيش العربي السوري بشكل أساسي تحت عنوان الوجود الإيراني، مشيراً إلى أن هذه الاستهدافات ستستمر طالما أن إسرائيل هي عدو، وستستمر طالما أننا نتمكن من إفشال مخططات الإرهابيين ولو جزئياً، لأن هذه الضربات ابتدأت عندما ابتدأ الجيش العربي السوري بتحقيق انتصارات مرحلية في المعارك التي يخوضها و«نأخذ بالاعتبار بأننا لم ننتهِ من الحرب بعد».

واعتبر الرئيس الأسد أن قانون قيصر هو عقبة أمام تحسن الوضع الاقتصادي، لكننا تمكنا بعدة طرق من تجاوز هذا القانون، وهو ليس العقبة الأكبر، فالعقبة الأكبر هي تدمير البنية التحتية من قبل الإرهابيين، وصورة الحرب في سورية التي تمنع أي مستثمر من القدوم للتعامل مع السوق السورية، كما أن العقبة الأكبر أيضاً هي الزمن، وأضاف: «بالاقتصاد تستطيع أن تضرب علاقات اقتصادية وتهدمها خلال أسابيع أو أشهر ولكنك بحاجة أيضاً لسنوات لاستعادتها، فمن غير المنطقي والواقعي أن نتوقع أن هذه العودة وهذه العلاقات التي بدأت تظهر بشكل أقرب إلى الطبيعي ستؤدي إلى نتائج اقتصادية خلال أشهر، هذا كلام غير منطقي، بحاجة للكثير من الجهد والتعب لكي نصل لهذه النتيجة».