رياح طهران والرياض تجري بما لا تشتهي سفن أمريكا

رياح طهران والرياض تجري بما لا تشتهي سفن أمريكا
الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٢:٥٤ بتوقيت غرينتش

لا يمر يوم الا وتخرج علينا وسيلة اعلامية امريكية او شخصية امريكية، بخبر او تصريح، يتم من خلاله النيل من جدية التقارب الايراني السعودي، في محاولة القاء الشكوك حول قدرة البلدين على طي صفحة الماضي، التي خُطت مساحات كبيرة منها بالقلم الامريكي المنافق والفتنوي، لبث الفرقة بين دول المنطقة لمصلحة كيانها الاسرائيلي المهزوز.

العالم يقال ان

الثنائي الامريكي الاسرائيلي، ومنذ الاعلان عن التقارب الايراني السعودي، حاول من خلال حيل والاعيب ، تعكير صفو العلاقات بين دول المنطقة وخاصة ايران والسعودية، مرة من خلال تحشيد قوات عسكرية لا مبرر امنيا لها في المنطقة، بذريعة حماية امن الممرات المائية في المنطقة، وتارة من خلال القيام بتحركات عسكرية مشبوهة في سوريا والمناطق الحدودية بينها وبين العراق، واخرى عبر ضخ جرعة من الاوكسجين في جثة "داعش" المتعفنة، كل ذلك من اجل ذر الرماد في عيون دول المنطقة وحرمانها من شق طريقها الذي اختارته لعبور الازمات والمشاكل، والوصول الى بر التفاهم والتعاون والعمل المشترك لتحقيق امن واستقرار وازدهار المنطقة.

اللافت ان الرياح القادمة من طهران والرياض، لم تهب كما تشتهي سفن امريكا والكيان الاسرائيلي، فرغم كل المحاولات المشبوهة التي بذلها ويبذلها هذا الثنائي، كشفت وسائل إعلام إيرانية، أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان سيزور العاصمة السعودية الرياض في الأيام المقبلة.

كما اعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، قبل عدة أيام، أن سفارة المملكة العربية السعودية بدأت نشاطها رسميا في طهران، منذ يوم الأحد الماضي، الموافق 6 من شهر أغسطس/ آب الجاري، بالاضافة الى بدء نشاط القنصلية السعودية في مدينة مشهد المقدسة.

وفي المقابل بدأت السفارة والقنصلية العامة الإيرانيتين في الرياض، نشاطهما رسميا، في 6 من شهر حزيران/ يونيو الماضي، أيضا.

وفي تأكيد على ان العلاقات الايرانية السعودية، لم ولن تقتصر على فتح السفارات والقنصليات، ولن تكون استعراضية، كما يروج البعض، اعلن مساعد شؤون الدبلوماسية الاقتصادية في وزارة الخارجية الايرانية مهدي صفري ان الظروف باتت مهيأة للاستثمارات المتبادلة والمشتركة بين البلدين، فهناك العديد من مصانع الصلب الايرانية ترغب في الاستثمار المشترك في داخل السعودية كما ان الظروف مهيأة ايضا في ايران للاستثمار في مجال بناء الفنادق وغيرها، وبشكل عام فان الاجواء مواتية للتجارة وتصدير الخدمات الهندسية وغيرها.

واضاف صفري، ان بامكان ايران تصدير منتجات الصلب، والفواكه، والخضروات، والسيراميك والبورسلان، ومواد البناء الى السعودية، لما تمتلكه ايران من قدرات وامكانيات جيدة في مجال الصلب وانتاج الادوية النانوية والبايوتكنولوجيا، والمعدات الطبية وغيرها.

هذه الاخبار لن تكون سارة للثنائي الامريكي الاسرائيلي، فهي تؤكد على فشل محاولات هذا الثنائي المشؤوم، لوضع العصي في عجلة العلاقات التي انطلقت الى الامام، وهي علاقات ستكون مقدمة لظهور نظام جديد في منطقة الخليج الفارسي، يكون قوامه السلام والاستقرار والاستقلال والازدهار.