قائد الجيش الجزائري يحذر من أي تدخل أجنبي في النيجر سيفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة

قائد الجيش الجزائري يحذر من أي تدخل أجنبي في النيجر سيفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة
الأربعاء ١٦ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

حذر قائد الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة، من أن أي تدخل أجنبي في النيجر سيفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

العالم - الجزائر

جاء ذلك في كلمة ألقاها شنقريحة عبر تقنية التواصل الافتراضي، ونقلها التلفزيون الرسمي في المؤتمر الـ 11 للأمن الدولي الذي افتتح أعماله الثلاثاء، بالعاصمة الروسية موسكو.

وقال شنقريحة: “في سياق التطورات التي يشهدها النيجر، فإن الجزائر تدعو للعودة إلى المنطق الدستوري الوطني في أقرب الآجال بعيدا عن التدخلات الأجنبية التي ستفرز المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة”.

ودعا المجتمع الدولي إلى “دعم الدول الإفريقية ومساعدتها لتطوير حلول ذاتية وشاملة للتكفل السيادي بمشاكلها بعيدا عن التدخلات الأجنبية ومحاولة صناعة عدم الاستقرار”.

وأضاف شنقريحة أن الجزائر “تسعى للمساهمة في حل النزاعات بالطرق السلمية وفق مقاربة واقعية واستشرافية تقوم على ثلاثية الأمن والسلم والتنمية”.

وأشار إلى أن “مرجعية ذلك السياسة الخارجية للجزائر والتي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.

وفي وقتٍ سابق، أكّد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أنّ أزمة النيجر تُمثّل “تهديداً مباشراً للجزائر”، رافضاً رفضاً تاماً وقطعياً التدخل العسكري في نيامي.

وشدّد الرئيس الجزائري في اللقاء الإعلامي الدوري له مع ممثلي الصحافة الوطنية، على أنّ أزمة النيجر “تُحل بالمنطق و ليس بالقوة”، مشيراً إلى استعداد بلاده للتدخل من أجل لمّ الشمل في البلد الجار الأفريقي و إطلاق الحوار.

وكان عسكريون في جيش النيجر أعلنوا، في 27 تموز/يوليو الماضي، عبر التلفزيون الرسمي، عزل رئيس البلاد محمد بازوم واحتجازه في مقر إقامته، وإغلاق الحدود، وفرض حظر التجوال، موضحين أنهم “قرروا وضع حدّ للنظام الحالي، بعد تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية في البلاد”.

وأعلن رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، عمر علي تراوري، في وقت سابق، أنّ مجموعة “إيكواس” وجهت رؤساء أركان الدفاع بدولها، بتفعيل قوات الاحتياطي بها بشكل فوري، وذلك وسط حالة عدم اليقين بشأن الوضع في النيجر.

كما أعلنت “إيكواس” فرض عقوبات على النيجر، تشمل إغلاق المجال الجوي لدول المجموعة أمام النيجر، وتعليق التبادلات التجارية معها، على خلفية تولي عسكريين السلطة، وعزل بازوم.

ومطلع آب/أغسطس الجاري، اعتمد المشاركون في اجتماع طارئ لرؤساء الأركان العامة للقوات المسلحة لدول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، عقد في أبوجا، خطة في حالة التدخل العسكري في النيجر.

وحذّر قادة المجلس العسكري في النيجر من أي تدخّلٍ ضدّ بلادهم، مؤكدين أنّ “أي تدخلٍ سيجعلنا مضطرين إلى الدفاع عن أنفسنا حتى آخر رمق”، وتابعوا: “نريد أن نذكّر مرةً أخرى المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا أو أي مغامر آخر بعزمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا”.

وبعد حشد قوّة مكوّنة من 25 ألف عسكري تابعة لـ”إيكواس” للتدخّل المحتمل في النيجر، رفض المجلس العسكري استقبال وفد المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا (إيكواس) والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

واتهم قادة المجلس العسكري فرنسا بالرغبة في التدخل عسكرياً من أجل إعادة الرئيس بازوم المعزول والموالي لها إلى السلطة، معلناً إلغاءه عدداً من اتفاقيات التعاون العسكري مع باريس، إضافةً إلى إنهاء مهمات سفراء البلاد لدى كلٍ من فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا وتوغو.

يُشار إلى أنّ كلاً من مالي وبوركينا فاسو دعمتا المجلس العسكري الانتقالي في النيجر، وأعلنتا بوضوحٍ أنّ “أيّ تدخلٍ من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لإعادة بازوم إلى الحكم سيكون بمنزلة إعلان حرب عليهما”.

وأمس الاثنين، أكّد رئيس الوزراء الجديد المعين من المجلس العسكري في النيجر، علي الأمين زين، قدرة بلاده على تجاوز العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، رداً على عزل الرئيس بازوم.

وقال الأمين زين: “أعتقد أنّه على الرغم من أنه تحدٍ غير عادل تمّ فرضه علينا، يجب أن نكون قادرين على التغلب عليه، وسوف نتغلب عليه”.

وأضاف أنه “يجب أن يثق الشعب في السلطات الجديدة، لأننا نكرّس جهودنا لخدمتهم بنزاهة وبكفاءة كاملة، وأنا أؤمن وبعون الله، إن شاء الله، سنتجاوز ذلك”.

وتثير الأوضاع في هذا البلد الأفريقي مخاوف بشأن مستقبل البلاد والمنطقة، في وقت تواجه النيجر تحديات أمنية متزايدة بسبب تهديد الجماعات المسلحة المتنامية في منطقة الساحل، كما تثير قلق الغرب، وخصوصاً فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، لأنّ الرئيس المعزول يُعدُّ رجل باريس الأول في دول الساحل الأفريقي.

تصنيف :