"الحركة الشعبية" تفتح جبهة جديدة للقتال في السودان

السبت ١٩ أغسطس ٢٠٢٣ - ١٢:٠٧ بتوقيت غرينتش

انضمت مدينة كادوقلي، غربيّ السودان، إلى قائمة المدن المتأثرة بالحرب، وذلك عقب فتح الحركة الشعبية لتحرير السودان، فصيل عبد العزيز الحلو، جبهة جديدة للقتال هناك.

العالم - السودان

وحاولت حركة الحلو الدخول إلى المدينة والسيطرة عليها بعد مسيرة تقدم في مناطق أخرى من ولاية جنوب كردفان، بعد استئنافها القتال ضد القوات الحكومية المشغولة منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي بالحرب ضد قوات الدعم السريع.

والأربعاء الماضي، قال الجيش السوداني إنه "صدّ هجوماً على مدينة كادوقلي، وكبّد متمردي الحركة الشعبية خسائر في الأرواح والمعدات، وهو الهجوم الثالث من نوعه، دون أن يحقق مبتغاه بالسيطرة على المدينة ذات المكانة الاستراتيجية".

وتقع كادوقلي التي تبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 589 كيلومتراً، في أعالي واحد من الجبال الممتدة بولاية جنوب كردفان، وهي الولاية المعروفة أيضاً باسم جبال النوبة.

والمدينة من أهم المراكز التجارية بالبلاد، وعرفت مع ولايات أخرى بحزام الصمغ العربي، وفيها كميات كبيرة من الماشية، وتتصل كادوقلي بطرق تربطها بمدينة الأبيض، ومنها للخرطوم، ويعيش في المدينة عدد من القبائل، مثل النوبة وعرب الحوازمة والداجو والفلاتة والبرنو، كذلك هُجّرت إليها قبائل من وسط وأقصى شمال السودان.

ولمدينة كادوقلي تاريخ ممتد من الحروب، مثلها مثل بقية مناطق جبال النوبة، التي شهدت تمرداً على الحكومة المركزية بواسطة الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الزعيم الجنوب سوداني جون قرنق، وذلك في الفترة من عام 1983 إلى عام 2005.

ومن المدينة انطلقت شرارة التمرد الثانية بواسطة الحركة الشعبية شمال مرة أخرى في عام 2011 للمطالبة بحكم ذاتي، لكن المدينة شهدت استقراراً أمنياً منذ عام 2017 حينما توافق كل من نظام الرئيس المعزول عمر البشير مع الحركة الشعبية لتحرير السودان فصيل عبد العزيز الحلو على وقف العمليات العدائية، وجُدد بعد سقوط نظام البشير وتكوين الحكومة الانتقالية، ثم ما بعد انقلاب قائد الجيش في 25 أكتوبر/ تشرين أول 2021.

واستغلت الحركة الشعبية، حرب الجيش مع قوات الدعم السريع، وبدأت منذ يونيو/حزيران الماضي بشنّ هجمات على نقاط وتمركزات الجيش، إلى أن سيطرت على كل محلية كادوقلي والريف الشرقي باستثناء كادوقلي العاصمة والكويك، وانسحب الجيش من مناطق دلوكه وأم شعران والحمره والعفين والكرقل والدوشول وعبري وكدبر وصقلي وابوسنون.

كذلك سيطرت الحركة الشعبية على كل من محليات هيبان وأم دورين وكل محلية الدلنج باستثناء مركزها مدينة الدلنج، وتمددت أخيراً في مناطق الرطيرط والضعين وأجزاء من محلية هبيلا.

ونشطت الحركة الشعبية في الأيام الماضية، في الهجوم على كادوقلي من 3 محاور: غرب، شرق وجنوب المدينة، إضافة إلى الطريق بين الدلنج وكادوقلي.

وبشأن الإشتباكات في السودان قصفت مسيرات الجيش السوداني اليوم السبت أهدافا تابعة لقوات الدعم السريع في عدد من المناطق وسط وجنوب شرق العاصمة الخرطوم.

وبحسب المصادر أنه أعقب القصف تصاعد أعمدة دخان كثيف وسماع أصوات الانفجارات والمضادات الجوية التابعة للدعم السريع حول منطقة السوق العربي والقصر الرئاسي.