إيران تشارك في قمة مجموعة بريكس.. ما الذي يؤرق أمريكا؟

إيران تشارك في قمة مجموعة بريكس.. ما الذي يؤرق أمريكا؟
الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٤:٣٧ بتوقيت غرينتش

تستضيف جنوب أفريقيا قمة مجموعة بريكس في جوهانسبرغ يوم غد الثلاثاء، وتستمر ثلاثة ايام، في إطار احتمالات لتوسيع عضوية المجموعة، التي تحولت الى كابوس يؤرق الغرب وعلى راسه امريكا، وهيمنته على الاقتصاد العالمي.

العالم كشكول

طلب عشرات الدول في العالم للانضمام الى هذا التكتل الاقتصادي، يشير وبشكل واضح الى يأس دول العالم من النظام العالمي الحالي الذي تهيمن عليه امريكا، والقائم على اسس ظالمة، لا تراعى فيه مصالح الدول النامية والفقيرة، التي اكتوت بنيران هذا النظام، الذي ترفض امريكا اي محاولة لتقويضه او اضعافه.

يرى الخبراء ان خوف امريكا من مجموعة بريكس له ما يبرره، فالعالم يمر بإشكالية اقتصادية كبيرة ترهلت فيها المؤسسات التقليدية العالمية وثقلت تبعاتها، فالمحرك الأكبر لها هو الاقتصاد الغربي المتكئ بشكل كبير على أميركا التي تمر بمخاض صعب عجزت فيه عن سداد ديونها، بالإضافة لانهيار مؤسساتها المالية.

في المقابل تقدم مجموعة بريكس والدول المنضوية حاليا تحت لوائها، وهي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، نفسها كتكتل اقتصادي يسعى لكسر هيمنة الغرب على الاقتصاد العالمي، ومن المحتمل ان تتحول الى رمز للاقتصادات الأسرع نموا بالعالم في المستقبل القريب.

ومن اجل اظهار الدعم العالمي لهذا التكتل الاقتصادي الصاعد، وجهت جنوب أفريقيا الدعوة إلى حوالي 67 دولة للمشاركة بالقمة، من أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية ودول الكاريبي.

طلبات الانضمام التي تقدمت بها 23 دولة الى هذا التكتل، ليس الامر الوحيد الذي يؤرق امريكا، فهناك موضوع اخر سيتم طرحه في اجتماع يوم غد لبريكس، وسيؤرق امريكا اكثر، وهو موضوع استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء بديلا عن الدولار الأميركي في المعاملات التجارية، بعد ان حولت امريكا الدولار الى سلاح لخنق الشعوب وتجويعها.

من الشخصيات المهمة التي ستشارك في اجتماع بريكس، وتقدمت بلاده بطلب الانضمام الى بريكس، هو الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي، الذي تحدث قبل ايام هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول انضمام ايران الى بريكس.

المراقبون حذروا من محاولات امريكا، التي لا تدخر وسعا لبث الفرقة بين دول بريكس على امل تقويض التكتل، ومن الادوات التي تستخدمها واشنطن للنيل من التكتل، منها دعوة اعضاء في بريكس لحضور اجتماعات المؤسسات التابعة للغرب مثل مجموعة السبع، او دعوة اعضاء في بريكس للمشاركة في الاجتماع المتعدد الأطراف الأخير الذي عقد في جدة بشأن الحرب في أوكرانيا من دون مشاركة روسيا، او تطوير خطط لدى الغرب لتزويد البلدان النامية بنسخة غربية من مبادرة الحزام والطريق الصينية، بالاضافة الى آلية العقوبات، الامر الذي يحتم على دول بريكس، والتي تنوي الانضمام الى التكتل، ان تكون حذرة من الاعيب امريكا والغرب بهدف الابقاء على الهيمنة الغربية على اقتصاد العالم، وتقويض اي محاولة للتحرر منها.