تجدد الصراع بين حلفاء واشنطن يقلل من فرص تحرك قوات التحالف باتجاه البوكمال ومعبر القائم 

تجدد الصراع بين حلفاء واشنطن يقلل من فرص تحرك قوات التحالف باتجاه البوكمال ومعبر القائم 
الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

تجددت الأعمال القتالية بين مكونات تحالف واشنطن في منطقة شرق نهر الفرات، التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد» وتضم أهم قواعد الاحتلال الأميركي غير الشرعية حول حقول النفط والغاز، ما ضاءل من فرص تحرك قوات «التحالف» باتجاه منطقة غرب الفرات للسيطرة على مدينة البوكمال ومعبر القائم، وعزز من الاعتقاد بتبخر آمال إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في تغيير خريطة السيطرة لجيشها المحتل في الشرق السوري عبر الإطباق على الحدود السورية العراقية بشكل كامل.

العالم - سوريا

احتدم الصراع مجدداً خلال اليومين الماضيين بين مسلحي «قسد» وما يسمى «مجلس دير الزور العسكري»، واللذين ينضويان تحت مظلة القيادة العامة للأولى المنخرطة في صفوف تحالف واشنطن، وذلك بعد جولة اقتتال خلفت قتلى بين الطرفين في ٢١ الشهر الماضي، على خلفية تبادل السيطرة على حواجز وبلدات بريفي دير الزور الشمالي والشرقي.

واشارت صحيفة الوطن السورية ان سبب الصراع بين تشكيلات «قسد»، يعود إلى الخلاف المستتر والظاهر بين متزعميها والمكون العربي داخل مناطق هيمنتها، الذي يشتكي من تهميشه إلى حد لا يسمح له بالمشاركة في اتخاذ القرارات داخل القيادة العامة للميليشيا، ولا حتى الحصول على أي نفوذ أو امتياز في المناطق ذات الأغلبية لأبناء العشائر العربية.

مصادر محلية في ريف دير الزور الشمالي ذكرت أن اشتباكات دارت أول من أمس وتكررت صباح أمس بين مسلحين تابعين لما يسمى «قوى الأمن الداخلي- الأسايش» التابعة لـ«قسد» مع مسلحين من «مجلس دير الزور العسكري» عند معبر الصالحية، الذي يصل بين مناطق هيمنة الميليشيات ومناطق الجيش العربي السوري في دير الزور لتسهيل عبور الطلاب والأشخاص خصوصاً للحالات الإنسانية.

وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن ٤ جرحى سقطوا خلال الاشتباكات ٣ منهم من مسلحي «مجلس دير الزور العسكري»، الذي طلب مؤازرة العشائر العربية له للتصدي لتحرشات وأطماع «قسد» في السيطرة على مقدرات المنطقة الغنية بالنفط والغاز والثروات الزراعية والمائية بشكل كامل.

ولفتت إلى أن تعديات «قسد» المتكررة على «مجلس دير الزور العسكري» وعلى العشائر العربية، وآخرها اعتقال «الشرطة العسكرية» للميليشيا متزعم لواء «البصيرة» الملقب بـ«الليبي» خلال توجهه مع عائلته إلى محافظة الرقة أول من أمس، ستؤجج الصراع الضاربة جذوره بعمر سيطرة «قسد» على الجزيرة السورية.

المصادر أشارت إلى أن دعم الاحتلال الأميركي في مناطق شرق الفرات لـ«قسد» سيؤثر في تحالفاته مع القبائل العربية، التي دخل في حوارات معها لتشكيل «جيش عشائري» يحيط بمناطق نفوذ الميليشيا، وللمشاركة في عملية عسكرية مدعومة للتقدم نحو ضفة الفرات الغربية، وهو مسعى بعيد المنال في ظل الظروف المعقدة والاشتباكات التي تعيشها المنطقة بين مكونات تحالف واشنطن، عكس ما تروج له بعض المواقع من احتمالية السيطرة على كامل الحدود السورية – العراقية.

إلى ذلك، أعلنت مصادر مقربة من «قسد» لـ«الوطن» أن رتلاً عسكرياً تابعاً لها تعرض مساء أول من أمس لهجوم مباغت بالأسلحة الرشاشة وقذائف «آر بي جي» من مجهولين، يعتقد أنهم من أبناء القبائل العربية، في محيط حقل العمر النفطي شرقي دير الزور، الذي يضم أكبر قاعدة عسكرية للاحتلال الأميركي إلى جانب قاعدة حقل كونيكو للغاز.

وأكدت المصادر مقتل ٣ عسكريين وجرح ٦ آخرين من «قسد» في الهجوم، الذي توقعت أن يتكرر في الفترة المقبلة وأن يطول القواعد العسكرية للاحتلال الأميركي في إطار التوتر السائد في المنطقة، وفي ظل عدم ثقة القبائل العربية بالمحتل الأميركي وقناعتها أنه إلى زوال وفي زمن ليس ببعيد.

ولفتت إلى أنه وعلى الرغم من استنفار قوات «قسد» في منطقة الاستهداف، وتحليق الطيران المروحي الأميركي في سمائها، إلا أن المهاجمين تمكنوا من الفرار من دون تقفي أثرهم أو القبض على أحد منهم، الأمر الذي استدعى تكثيف الميليشيا تعزيزاتها في محيط الحقل النفطي خشية تكرار الهجمات وتوجهها صوب قاعدة المحتل الأميركي داخل الحقل.

وأشارت إلى أن الاشتباكات بين الطرفين امتدت لتصل إلى محيط حقل «كونيكو» حيث منطقة المعامل، وإلى بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، التي تعرض أحد حواجز «قسد» فيها إلى هجوم أدى إلى جرح اثنين من مسلحيه.