اتساع ظاهرة عمالة الأطفال في اليمن..

شاهد.. قابيل وعثمان نموذجان لواقع عشرات آلاف الأطفال اليمنيين

الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٢:٢٢ بتوقيت غرينتش

اتسعت ظاهرة عمالة الاطفال في اليمن خلال السنوات الاخيرة، حيث افادت تقارير لمنظمات حقوقية محلية أن نسبة عمالة الاطفال اليمنيين تتجاوز حالياً أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب السعودية، بسبب ما أرجعته إلى تداعيات وآثار الحرب والحصار المفروضين وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

العالم - خاص بالعالم

في سنٍ لا يتعدى 11 عاماً، وجد "قابيل" نفسه في مواجهة مصاعب الحياة، تاركاً مدرسته ومعها كل أحلام الطفولة، حيث اضطرته الظروف المعيشية الصعبة لقضاء اغلب ساعات يومه في أحد شوارع صنعاء لمحاولة بيع ما تيسر من خضروات، من أجل إعالة أسرته.

ويقول قابيل لمراسلنا في صنعاء: انا تركت الدراسة عندما كنت في الصف الثالث وانا اعمل منذ 5 سنوات اعمل بالعربة، لاساعد والدي في المصاريف، لان ليس لدينا راتب ولا اي مدخول آخر.

الظروف نفسها هي من دفعت الطفل "عثمان" ليتحمل المسؤولية مبكراً من خلال العمل في ورشة لصيانة السيارات، وهي مهنة تحتاج إلى الكثير من التعب والجهد.

ويقول عثمان لمراسنا: انا اعمل في محل لاصلاح اطارات السيارات لمساعدة ابي في اعالة اسرتي ولدي اربع اخوة، وتركت الدراسة في الصف الاول الثانوي.

هذه النماذج تحكي معاناة وواقع عشرات الآلاف من الأطفال اليمنيين مع اتساع ظاهرة عمالة الأطفال في البلد خلال السنوات الأخيرة.. ظاهرة يعيدها المختصون إلى الحرب الدائرة وتداعياتها وما رافقها من حصار خانق وتردٍ معيشي، ووضع اقتصادي متدهور وارتفاع لمعدلات الفقر، وكذا انقطاع المرتبات، وفقدان الكثير من العائلات لمصادر دخلها، إضافة إلى حالات النزوح والتشرد.

ووفق تقارير حديثة لمنظمات حقوقية، فإن نحو مليون و400 ألف طفل يمني هم أعداد الاطفال المنخرطين في أعمال متعددة، يشكل بعض منها خطراً على حياتهم، ناهيك عن حرمانهم من التعليم وأدنى استحقاقات الطفولة، إضافة إلى ما قد يلحق بهم من صدمات نفسية.

تنامي ظاهرة عمالة الأطفال في اليمن، هي واحدة من دلائل عديدة على الواقع المأساوي لشريحة تُعد من أكثر الفئات تأثراً وتضرراً، في ظل تقارير دولية تتحدث أن نحو 11 مليون طفل يمني باتوا بحاجة ضرورية للحماية والدعم.