لماذا إتهم نتنياهو إيران بالوقوف وراء العمليات الفدائية في الضفة؟

لماذا إتهم نتنياهو إيران بالوقوف وراء العمليات الفدائية في الضفة؟
الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٤:٤٢ بتوقيت غرينتش

بعد العمليات البطولية التي نفذها الشباب الفلسطيني ضد المستوطنين وأهداف عسكرية إسرائيلية، منها مقتل ثلاثة مستوطنين في الأيام الأخيرة وإصابة آخرين بعمليتين في حوارة وجنوب الخليل، لم يجد رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي ما يغطي به فشله وفشل اكثر حكومة ارهابية وعنصرية يقودها في تاريخ الكيان المشؤوم، إلا إيران، التي اتهمها بانها هي التي تقف وراء هذه العمليات الفدائية التي تشهدها الضفة الغربية.

العالم – يقال ان

يبدو ان هذا الاتهام اطلقه نتنياهو في اجتماع أعضاء "الكابنيت"، يوم امس الثلاثاء، حيث تقرر في نهاية الاجتماع، بحسب ما نشرته القناة "12"، أن "تختار إسرائيل التوقيت والمكان لتوجيه ضربة إلى منفذي العمليات ومرسليهم، حماس وإيران".

اللافت ان القناة الإسرائيلية "12" نفسها، ذكرت صباح اليوم التالي ، اي الأربعاء، إن نتنياهو "منزعج وقلق" من التسريبات المستمرة من قبل وزراء ومسؤولين في حكومته، خصوصاً بعدما راج في وسائل إعلام أنه تقرر توجيه ضربة لمن يقف وراء تلك الهجمات في موعد ومكان تختاره "إسرائيل"!.

من الواضح ان انزعاج وقلق نتنياهو، ليس نابعا من ان هناك اسرارا تم الكشف عنها، بل لان الرجل وضع في موقف مُحرج، امام ناخبيه من المستوطنين والمتطرفين والعنصريين، الذين سينتظرون منه ان ينفذ تهديداته، بينما الرجل لم ولن يجرؤ على تنفيذ هذه التهديدات لانه يدرك جيدا ماذا يعني ان يتعرض لايران او يقترب منها.

نتنياهو الذي شكل حكومة من عتاة المجرمين والارهابيين والعنصريين والقتلة، الذين وعدوا ناخبيهم انه سيجلبون الامن لهم ويطردون الفلسطينيين من فلسطين، ولكن الذي حصل على الارض انه تم قتل 35 مستوطنا وجنديا اسرائيليا منذ بداية العام الجاري فقط؛ في حين كان عدد الذين قتلوا خلال العام الماضي 32 مستوطنا وجنديا، الامر الذي يؤكد ان الشعب الفلسطيني مصمم على البقاء في ارضه ولن ترعبه قطعان المستوطنيين ولا بن غفير ولا سيموتريش ولا امثالهما.

حتى وسائل الاعلام في الكيان الاسرائيلي لم تستسغ اتهام نتنياهو لايران بانها تقف وراء العمليات الفدائية في الضفة الغربية، ووصفته "بالمخجل جدا". الامر الذي لا يدركه الصهاينة هو ان هذه العمليات ليست سوى ردة فعل طبيعية جدا من قبل شعب يتعرض للاحتلال والاذلال والتهجير الممنهج من ارضه.

على الكيان الاسرائيلي والمستوطنين ان ينتظروا المزيد من هذه العمليات الفدائية، لانها تأتي ردا على الارهاب الذي يمارسونه ضد الفلسطينين، وعلى سرقتهم للارض الفلسطينية، ولهدمهم بيوت الفلسطينيين، وقتلهم ابناء فلسطين العزل على الحواجز و في مخيمات اللجوء، وعلى حرق ممتلكات الفلسطنيين، وعلى تهويد القدس وعلى بناء المستوطنات التي تنخر كالسرطان في الجسد الفلسطيني، وعلى تهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم، فليس هناك من شعب في العالم، يقف مكتوف الايدي، بينما يتعرض لكل هذا الظلم، فارض فلسطين لم تكن خالية، بل هي ارض لها اصحاب عاشوا على هذه الارض منذ الاف السنين، ولن يترك اصحابها ارضهم وان طال الزمن.