الأمم المتحدة: الحرب والجوع يهددان بتدمير السودان بالكامل

الأمم المتحدة: الحرب والجوع يهددان بتدمير السودان بالكامل
الجمعة ٢٥ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

حذرت الأمم المتحدة في بيان لها اليوم الجمعة من أنّ الحرب والجوع يهددان بتدمير السودان بالكامل وبدفع المنطقة إلى كارثة إنسانية، في وقت تتواصل المعارك في البلد منذ أكثر من أربعة أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع، من دون أي مؤشر الى حلّ في الأفق.

العالم - السودان

وذكر شهود اليوم أن المعارك متواصلة خصوصا في محيط قاعدة عسكرية الى جنوب الخرطوم تسعى قوات الدعم السريع الى انتزاعها من الجيش، مشيرين الى هجوم جديد شنته قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، على القاعدة.

وواصل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لليوم الثاني الجمعة، جولته على قواته، ليظهر للمرة الأولى منذ بدء النزاع في 15 نيسان/ أبريل خارج الخرطوم، وفق ما أظهرت أشرطة فيديو نشرها الجيش.

في جنيف، صرح منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الجمعة أن "الحرب في السودان أوجدت وضعاً طارئاً إنسانياً له أبعاد هائلة".

وشدّد غريفيث على أنه "كلما طال أمد القتال، صار تأثيره أكثر تدميراً. بعض المناطق لم يبق فيها أي طعام، ويعاني مئات آلاف الأطفال سوء التغذية الحاد ويواجهون خطر الموت الوشيك إذا لم يحصلوا على العلاج".

ولفت إلى أن "هذا النزاع الذي يتسّع مع ما يخلّفه من جوع وأمراض ونزوح سكاني، بات يهدد بإطاحة البلاد بكاملها".

وأوضح المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) ينس لايركه في مؤتمر صحافي أن الأمم المتحدة تواجه مشكلتين: نقص الأموال وصعوبة الوصول إلى السكان بسبب انعدام الأمن، ولكن أيضًا بسبب "العقبات البيروقراطية" العديدة التي تعوق إيصال المساعدات.

وثمة حاويات عالقة في بورتسودان حيث أنشأت الأمم المتحدة مركزها اللوجستي. ولم تُمنح الأمم المتحدة تأشيرات كافية لإدخال الموظفين اللازمين إلى البلاد.

كما لم تتلق سوى 26 بالمئة من مبلغ 2,6 مليار دولار مطلوب لتمويل المساعدات للسودان هذا العام، أي 666 مليون دولار. وأبرز الجهات المانحة التي قدّمت أموالا حتى الآن هي الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنّ 20,3 مليون شخص في السودان، أي أكثر من 42 بالمئة من السكان، يعانون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد منذ تموز/ يوليو.

وقال غريفيث إن الأمراض مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك وغيرها تنتشر في جميع أنحاء البلاد ولا يحصل معظم الناس على العلاج الطبي، بعد أن "تسببت الحرب بتدمير القطاع الصحي، وبخروج معظم المستشفيات من الخدمة".

وأسفرت الحرب في السودان عن مقتل نحو 5 آلاف شخص، وفقاً لمنظمة "أكليد" غير الحكومية، لكن الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك على الأرجح لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تمامًا عن العالم، فيما يمتنع الجانبان عن الحديث عن خسائرهما.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها بسبب معلومات تشير إلى استخدام أطفال في القتال.

وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر لصحافيين إن عاملين في المجال الإنساني سمعوا أمهات وأطفالا يتحدثون عن استخدام أطفال كـ"سلاح حرب للقتل".

وامتدت المعارك العنيفة في العاصمة الخرطوم ودارفور، إلى كردفان.

وقال غريفيث "في كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان، استُنفدت الإمدادات الغذائية بالكامل، في حين أن الاشتباكات والحواجز على الطرق تمنع عمال الإغاثة من الوصول إلى السكان الذين يعانون الجوع". كما تعرضت مكاتب منظمات الإغاثة للتخريب والسرقة والنهب في الفولة، عاصمة غرب كردفان.

وأضاف أنه "قلق جداً بشأن سلامة المدنيين في ولاية الجزيرة، مع اقتراب النزاع من سلة الغذاء السودانية".