دلالات تجدد الاشتباكات في أرياف دير الزور

دلالات تجدد الاشتباكات في أرياف دير الزور
الإثنين ٢٨ أغسطس ٢٠٢٣ - ١٠:٤٧ بتوقيت غرينتش

عاد الاشتباك إلى أرياف دير الزور شمال شرق سوريا، بين ما يسمى مجلس دير الزور العسكري وقسد، ما دفع هذه المنطقة إلى واجهة الأحداث مجدّداً، بالذات  بعد ارتفاع وتيرة المواجهات، وانتقالها من الأرياف الغربية إلى الشرقية، وتطوّرها لاحقاً إلى قطع للطرقات الرئيسة، والسيطرة على مواقع وحواجز لقسد من قبل العشائر، وما يسمى مجلس دير الزور العسكري. 

العالم - سوریا

واشار مراسل العالم "حسام زیدان" انه بهذه الارياف كانت مسرحا بشكل شبه دائم لاحتجاجات، انتهت غالباً بتدخّل أميركي لإبرام اتفاق، لكن هذه المرة، تؤكد مصادر مطلعة ان العشائر مصممة على اخراج الامريكي وقسد من تلك المناطق، واللافت هو مساندة العشائر المتواحدة في مناطق سيطرة الدولة السورية، لاقربائهم في مناطق سيطرة قسد، حيث أجرى شيوخ عشائر من الجزيرة الفراتية أمس الأحد، اجتماعاً للتباحث بمجرى الاشتباكات، ووفق المصادر فإن أوساط عشائرية، أشارت إلى أن إقدام "قسد" على اعتقال قائد ما يسمى مجلس دير الزور العسكري سيترتب عليها تداعيات عدة، لافتة إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى إبعاد قائد "مجلس دير الزور العسكري" الخبيل عن الواجهة الأمنيّة والعسكرية في مناطق سيطرة "قسد"، واحلال شخصيات اخرى مقربة من الامريكي وقسد مكانه، بعد فشل قسد والامريكي عملياً في استمالة الشيوخ والوجهاء الوازنين، لمواجهة الجيش السوري، ولرفضهم أساساً وجودها، في والوقت نفسه وجه عدد من شيوخ العشائر في دير الزور نداء الابنائهم، للتمرد على قسد، وحمل السلاح دافعا عن مناطقهم، وصولا لاخراج قسد والامريكي من المنطقة.
الاشتباكات بين ما يسمى بمجلس دير الزور العسكري و قسد، شملت معظم مناطق الريف الشمالي لدير الزور،ـ ومقرات وحواجز تتبع لقسد، بالاضافة قطع الطرقات في أرياف منطقة الجزيرة. فيما تحدثت تقارير اعلامية عن اعتقل عناصر من "قسد" في بلدة العزبة، ومهاجمة ابناء العشائر حواجز قسد في بلدتي أبو حمام وغرانيج بالريف الشرقي في الوقت الذي ارسلت فيه قسد تعزيزات عسكرية قادمة من الحسكة، وأخرى من الرقة، وفي وقت لاحق تركزت لاشتباكات في محيط منطقة المعامل والمدينة الصناعية ومعيزيلة والعزبة في ريف دير الزور، واعلن مسلحو ما يسمى المجلس من السيطرة على حواجز لقسد في بلدتَي الحصان ومحيميدة.و أفادت مصادر عشائرية بريف دير الزور بأن أبناء قبيلة العكيدات وعناصر من مجلس دير الزور العسكري سيطروا على جميع الحواجز والنقاط العائدة لقوات "قسد" في مدن البصيرة والصور والعزبة والحصين، كما سيطروا على كامل الريف الشمالي لمحافظة دير الزور رداً على اعتقال "الخبيل". وأكدت المصادر أن اعتقال "الخبيل" تم بموافقة القوات الأمريكية وذلك بعد فشل محاولة اعتقاله قبل أسابيع بريف دير الزور الشرقي حيث نشبت على اثرها اشتباكات مسلحة بين الطرفين.

يذكر ان هذه الاحداث جاءت على خلفية اعتقال قسد لقائد ما يسمى مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل، ومحاصرة قادة آخرين من المجلس في مدينة الحسكة، عُرف منهم القياديان محمد جبر الشعيطي، وأبو الحارث الشعيطي، وشقيق الخبيل جلال. وأعلن القيادي في مجلس دير الزور العسكري جلال الخبيل في مقطع مصور أنّ "قسد" حاصرت مقرات مجلس دير الزور العسكري في حي خشمان شمالي الحسكة.
وقال الخبيل إن "قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل أبو خولة جرى استدراجه إلى قاعدة استراحة الوزير في ريف الحسكة حيث تم اعتقاله من قبل قوات قسد".
ودعا الخبيل أبناء عشيرته إلى "محاصرة مقرات قسد في دير الزور حتى يتم الإفراج عنهم وفك محاصرة مقراتهم في الحسكة".
يُشار إلى أن مجلس دير الزور العسكري هو أحد الفصائل المقربة من واشنطن، وكان منضوياً في صفوف "قسد". وتحاول واشنطن أخيراً الجمع بينه وبين فصائل أنقرة وفصائل التنف. وكان هناك اجتماعات عقدها عسكريون أميركيون مع قيادات في هذه الفصائل في أنقرة قبل أيام.
في غضون ذلك، هدّد شقيق قائد مجلس دير الزور العسكري بإطلاق عناصر "داعش" المعتقلين لديه في حال عدم إفراج "قسد" عن معتقلي مجلس دير الزور.