وقال المرشدي في حديث خاص مع قناة العالم الإخبارية الإثنين إن تنظيم القاعدة هذه الأيام يريد أن يبعث أكثر من رسالة يحاول من خلالها إثبات وجوده في الساحة العراقية، مؤكدا أن ما حدث قبل أيام من تفجيرات مستمرة في جميع المحافظات هو رسالة واضحة من خلايا هذا التنظيم يريد أن يثبت من خلالها أنه موجود وقوي ومؤثر داخل الوضع الأمني العراقي.
وأضاف: الرسالة الثانية من خلال ما حصل يوم أمس من جريمة إرهابية داخل جامع أم القرى في بغداد، كانت موجهة الى خط الإعتدال في الطيف السني بالعراق وعلى رأسه الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي، الذي إعتمد الوسطية والإعتدال، مؤكدا أنها رسالة من تنظيم القاعدة وعصابات التكفير المتطرفة التي ترفض الخط المعتدل والوسطية وتعمل على إجهاض كل محاولات الوئام بين مكونات الشعب العراقي.
وأكد أن هذا الإعتداء كان يتضمن أيضا رسالة واضحة خاصة من أطراف القاعدة الى الشيخ أحمد عبد الرؤوف السامرائي، لأنه تبنى مسألة المصالحة الوطنية والصحوة في منطقة الأعظمية وفي أكثر مناطق بغداد سخونة، وأنها إستهداف شخصي لهذا الرجل.
وأشار المرشدي الى أن جامع أم القرى يمثل مقر ديوان الوقف السني كما يمثل معلما مهما من مساجد أهل السنة في العراق، وأن وجود الشهيد النائب خالد الفهداوي مع المصلين يدل على أن هذا الجامع له منحى ومعنى سياسي وأداري قوي، وانه مقر مهم يخص مكونات الطيف السني العراقي بما فيها الأقطاب السياسية .
كما اكد الباحث العراقي أن موضوع سحب القوات الأمريكية من العراق يدلي بتداعياته على الوضع الأمني العراقي ولا يمكن إستبعاد الصلة المباشرة بين الأطراف الإجرامية التي تقوم بهذه العمليات وبين الإرتباط المباشر بالمخابرات الأمريكية التي تحاول بعث أكثر من رسالة لمكونات الطيف السياسي العراقي للايحاء بحاجة العراق لبقاء القوات الأمريكية، منوها الى أن إزدياد القوات الأميركية في هذه الأيام هو دليل واضح على أن لأميركا يد وأصابع خفية في تحريك الوضع الأمني العراقي.
وحذر القوات الأمنية العراقية والحكومة العراقية من أن الوضع الأمني العراقي لا يزال مخترقا وأن الأجندة الأمنية العراقية بحاجة لإعادة النظر، بدليل قيام تلك العصابات في أعمالها الإجرامية بالمكان والزمان الذي تشاء وفي جميع المحافظات العراقية دون إستثناء أي طائفة أو مكون.
وصرح المرشدي بأن هناك حقيقة مرة يواجهها العراق حتى الآن وهي أن الأجندة الإستخباراتية والعمليات اللوجستية للقوة الإجرامية والعصابات التكفيرية وتنظيم القاعدة والبعثيين تثبت أنها أقوى من رد فعل القوة الأمنية العراقية التي تريد تبني الموقف الإستباقي والإعتماد الكلي على الجانب الإستخباراتي.
وتابع : يبدو أن الجانب الإستخباراتي لقوات الأمن العراقية ضعيف للحد الذي باتت تخترق فيه أقوى الأماكن وأدق الأماكن حصانة كما حصل يوم الأحد في جامع أم القرى مقر ديوان الوقف السني في بغداد.
AM – 29 – 11:37