رمزية الربط السككي "شلمجة – البصرة".. نعم للحياة والتسامح والتواصل

رمزية الربط السككي
السبت ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠١:٥٣ بتوقيت غرينتش

بحضور النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وضع اليوم السبت حجر الاساس لمشروع الربط السككي "شلمجة-البصرة"، الذي يعتبر مقدمة لمشاريع نقل استراتيجية ستربط بين ايران والعراق وبين دول الجوار الاخرى.

العالم – كشكول

المشروع سيقلل من استخدام 200 الف حافلة ركاب ، كما سيسهل نقل حوالي 15 مليون راكب (ذهابا وإيابا)، و 20 مليون طن من البضائع بين ايران والعراق سنويا، الامر الذي سيساهم في نمو العلاقات التجارية والاقتصادية والاجتماعية بين شعبي البلدين الجارين الشقيقين.

إستکمال مشروع الربط السككي "شلمجة – البصرة" سيوفر الأرضیة لربط المراقد المقدسة لاهل البيت عليهم السلام في ايران والعراق، كما سيساهم في زيادة حجم التبادلات التجارية بين البلدين إلى 30 مليار يورو.

لا يمكن حصر الاهمية الاستراتيجية لهذا المشروع بربطه السكك الحديدية بين ايران والعراق فقط، بل اهمية هذا المشروع تكمن ايضا في تحويل ايران والعراق الى جسر يربط دول شرق البحر المتوسط ​​باوروبا وبدول اسيا وافريقيا.

وفي تذكير لافت بدور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في ازالة العقبات التي كانت تعترض تنفيذ هذا المشروع، قال النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية في ايران محمد مخبر، إن المشاكل والعقبات التي كانت تعترض طريق تنفيذ هذا المشروع تم حلها بقرار من حكومتي الجمهورية الإسلامیة الإیرانیة والعراق، وخاصة بجهود السيد رئيس الوزراء العراقي.

وفي ذات السياق ذكّر وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الإيراني إحسان خاندوزي في وقت سابق، وخلال لقائه مستشار رئيس الوزراء العراقي حازم مجيد ناجي الخالدي، بالجهود التي بذلها رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لتعزيز العلاقات بين ايران والعراق.

هناك جانب في موضوع مشروع الربط السككي بين شلمجة والبصرة، له رمزية خاصة بالنسبة للشعبين الايراني والعراقي، وهذا الجانب يتمثل، في الجهود التي يبذلها البلدان، لازالة الالغام التي زُرعت على جانبي الحدود ابان الحرب التي فرضها النظام الصدامي المقبور على الجمهورية الاسلامية في ايران، وهي الغام تعرقل سير العمل في تنفيذ المشروع، حيث تولت إيران مسؤولية إزالة الألغام بطول 16 كيلومترا في نطاق الخطة وأنجزت هذه المهمة؛ كما أن إزالة الألغام من مسافة 16 إلى 18 كيلومترا القادمة هي مسؤولية العراق.

رمزية هذا الجانب، تكمن في ان الارادة الخيرة هي التي تنتصر في النهاية، وان ارادة الشر والحروب والاحقاد والالغام والاسلاك الشائكة بين الدول والشعوب، لن تحول دون تواصل الشعوب مع بعضها البعض، خاصة بين الشعبين الايراني والعراقي، الذي تربطهما، وشائج واواصر عديدة ومتشعبة، تاريخية ودينية ومذهبية واجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية، وهي اواصر، حاول الطاغية المقبور صدام واسياده، ان يضعفوها من خلال اراقة الدوماء الزكية لابناء الشعبين الشقيقين الايراني والعراقي، على مدى ثماني سنوات، الا انه فات الطاغية بالامس، كما يفوت الامريكان اليوم، ان الوشائج والاواصر التي تجمع بين الشعبين الايراني والعراقي، هي اكبر بكثير من احقادهم ومخططاتهم وفتنهم، فمشروع الربط السككي "شلمجه البصرة"، هي "نعم" كبيرة للحياة والسلام والوئام والتسامح والتواصل، و"لا" كبيرة للموت والحرب والاحقاد والالغام والتنابذ.