صحف بيروت: مهمة 'لودريان' في مهب الريح

صحف بيروت: مهمة 'لودريان' في مهب الريح
الإثنين ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

بَدا من الخطاب التصعيدي العالي النبرة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ، انّ البلاد دخلت، عشيّة الحوار الرئاسي الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في سباق بين منطقين، منطق الاعتدال الذي يشدد على الحوار العقلاني الذي يفترض ان ينتهي الاتفاق على انجاز الاستحقاق الرئاسي، ومنطق التهديد الذي يرفض الحوار ويكيل الوعيد في عرض العضلات في محاولة لقلب الطاولة من اجل التفرد والامساك بالسلطة وفق مشيئته.

العالم - لبنان

كتبت صحيفة الجمهورية اليوم الاثنين، كان الحدث الابرز امس الخطاب العالي السقف لجعجع على مسمع حلفائه من معارضين ونواب تغييريين، حيث حمل فيه بشدة على محور الممانعة مكيلاً له الاتهامات بالاغتيالات والفساد وايصال لبنان الى ما وصل اليه وتغيير حياة اللبنانيين وصولا الى وصف حزب الله بـالذئب قائلاً متوعدا فريق الممانعة بأن مرشحه لن يصل الى قصر بعبدا.

ولوحظ ان خطاب جعجع جاء بعد ساعات على اعلان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من الديمان تأييده للحوار الذي دعا اليه بري محدداً بعض الضوابط والشروط لنجاح هذا الحوار كذلك جاء تصعيد جعجع في ظل بدء التحضير العملي للحوار الذي دعا اليه بري فيما بدأ الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان يحضّر ملفات تمهيداً لعودته الى لبنان التي توقعها البعض ان تكون في 11 من الشهر الجاري.

وقالت مصادر مطلعة ان خطاب جعجع يحتمل تفسيرين: الاول ان الاستحقاق الرئاسي ماض الى مزيد من التعقيد لأنّ المناخ الاقليمي والدولي ما زال غير مساعد على إنجازه تحت وطأة انشغالات العواصم المهتمة بملفات اقليمية ودولية تحتل الاولوية لديها قبل الملف اللبناني، وهذا ما يتيح لفريق المعارضة ان يصول ويجول متمسّكاً بمشروعه الرئاسي والسياسي للمرحلة المقبلة في مواجهة مشروع الفريق الآخر.

اما التفسير الثاني، فهو انه لربما تناهى الى فريق المعارضة ان العواصم الخارجية او بعضها المهتمة بلبنان توصلت الى توافقات معينة حول الملف اللبناني لا تجري رياحها بما تشتهي سفن المعارضين، فلجأوا الى التصعيد محاولين احباط هذه التفاهمات او تعديلها بما يخدم مصالحهم.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ صحيفة الديار ان سهام جعجع كما عدم حماسة الثنائي الشيعي للدور الفرنسي بعد كلام ماكرون، عوامل تؤكد ان مهمة لودريان الجديدة انتهت قبل ان تبدأ، ما يرجح ان تكون زيارته المقبلة صورية ولرفع العتب.

و اعتبرت صحيفة النهار والواقع ان خطاب جعجع لم يكن مفاجئا في رفع سقف الموقف القواتي تحديدا والمعارض عموما من الحوار، ولكن منسوب التصعيد ضد فريق الممانعة وحزب الله على وجه الخصوص في ملف الاغتيالات تجاوز التقديرات الاستباقية وربطه ما بين الاغتيالات والضغوط والممارسات السياسية لهذا الفريق، بحيث يتوقع ان يستتبع خطابه هذا تصلب أوسع لدى القوى المعارضة عشية عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت المتوقعة في 11 أيلول الحالي. وبذلك ستتجه الأمور نحو اتساع الانقسام على نحو اكبر واعمق من السابق بحيث ستلاقي مهمة لودريان كما دعوة بري المصير إياه .