الحلم الامريكي وذئابه هل يتحقق في سوريا؟

الحلم الامريكي وذئابه هل يتحقق في سوريا؟
الأحد ١٠ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

يعيش شرق الفرات الآن تطوراً خطيراً لم تكتمل عناصره بعد، الامر ذاته الحاصل في الشمال السوري على حدود تركيا، والاخطر ما يحصل في الجنوب السوري بعناوين معيشية برّاقة تخفي ورائها مشروعاً تقسيمياً وليست امريكا ببعيدة عنه.

اكدت الباحثة في الشؤون الاقليمية والدولية د. هدى رزق، ان الولايات المتحدة الامريكية تجري اعادة تموضع عسكري وسياسي في شرق الفرات وجنوب سوريا وتحديداً في السويداء.

وقالت للعالم: يجب ألا ننسى ان الرئيس الامريكي جو بايدن هو صاحب مشروع الفدرلة في العراق وسوريا، فهو يعتبر بان هذه الدول يجب ان تكون فيدرالية وليست دولاً مركزية، لذلك هو يصر على اعادة الانتشار في شرق الفرات، امتداداً ما فعله ترامب حينما اعاد التموضع وتجميع القوات الامريكية في هذه المنطقة تحت ذرائع دعم قسد والعشائر والاقليات الاخرى.

واوضحت، انه خلال الاسبوعين الماضيين فتحت مسألة السويداء في الجنوب السوري لما لها خاصية في المشروع الامريكي الاسرائيلي، وفكرة فتح قواعد امريكية جديدة، مؤكدة ان قوى ممانعة وقوى مقاومة عسكرية وسياسية في هذه المنطقة عرقلت هذا المشروع الى حد ما.

واعتبرت، التحركات الامريكية في هذه المنطقة بأ،ها تريد ان توصل رسائل تنبيهية ليست فقط الى روسيا وايران، بل ايضاً الى السعودية والدول العربية التي بدأت العدة للعودة الى سوريا والبدء بالاعمار، وتأكيد الرسائل ان امريكا مازالت موجودة ولديها مخططات والامر بيدها، بعناوين وذرائع اقتصادية كبيرة وليست فقط سياسية وعسكرية.

من جانبه، اكد الاكاديمي والباحث السياسي د. مهند الضاهر، انه كان هناك منذ عام 1980 ما يسمى مخطط لتقسيم سوريا الى اربع دويلات على اساس طائفي وعرقي.

وقال الضاهر: ان ثلاث من هذه الدويلات تكون على اساس ديني طائفي، وواحدة منها على اساس عرقي، وفي هذه المناطق يتواجد تناقض معين، غير ان الدولة السورية استطاعت اسقاط مخطط التقسيم الطائفي بعدم جر نفسها الى مواجهات تفسِر عن حرب طائفية.

ورأى ان مشروع التقسيم الطائفي سقط منذ بدايات ما يسمى الربيع في سوريا، لاسيما عندما تحررت مدينة حمص، تقريباً سقط مشروع تقسيم سوريا بشكل عام، ولكن الامريكي لديه خطة باء دائماً وبالتالي يجب ان يكون لديه اي شاغل كي يشغل بها الدولة السورية، ولهذا من المؤكد ان الامريكي مازال يعمل على هذا المشروع، وما تجذره في الجزيرة السورية التي تسمى شرق الفرات، وبقاؤه بذريعة دعم الاقليات الكردية الى جانب ما يسمى مجلس دير الزور العسكري والعشائر إلا من اجل مشروعه هذا، مشيراً الى ان هذه التسميات تؤكد ان الامريكي ما يزال مستمرا في مشروعه، ويشعل المنطقة طائفياً.

واضاف، ان المستجد الذي حصل ان الامريكي يستغل انشغال روسيا التي تدافع عن الدولة السورية ضد المشروع الامريكي في المنطقة، بالحرب الاوكرانية، ليراهن على اشعال منطقة شرق الفرات طائفياً.