ذكرى وفاة النبي (ص).. وأكاذيب الأعداء للنيل من وحدة المسلمين

ذكرى وفاة النبي (ص).. وأكاذيب الأعداء للنيل من وحدة المسلمين
الخميس ١٤ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٣:٢٧ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يسعى المسلمون الى ان تكون ذكرى مواليد و وفيات واستشهاد نبينا الاكرم (ص)، والامام علي بن ابي طالب والائمة الاطهار من ولده (ع) ، مناسبات لتعزيز الوحدة الاسلامية، لاظهار قوتهم وتآزرهم وتعاضدهم وتكاتفهم امام العالم، تأبى بعض الابواق الحاقدة، التي ينفخ من خلالها اعداء المسلمين، شيعة وسنة، لتعكير صفو هذه المناسبات، وبالتالي ضرب رمز قوة المسلمين، المتمثلة بوحدتهم.

العالم قضية اليوم

وصل الحقد بأعداء المسلمين حدا ان اخذوا منذ فترة يسعون لتحويل هذه المناسبات الدينية العزيزة على قلوب جميع المسلمين شيعة وسنة، الى مناسبات لزرع الفرقة والاحقاد والفتن، واختاروا من بين هذه المناسبات ذكرى وفاة النبي الاكرم (ص)، للنيل منها ومن وحدة المسلمين، عبر الترويج لكذبة مفادها ان المسلمين الشيعة لا يذكرون النبي (ص)، كما يذكرون الامامين علي بن ابي طالب (ع) والامام الحسين بن علي (ع) ، فهم يتجاهلون وفاة النبي (ص) بينما يقيمون مراسم العزاء للامام علي وابنه الحسين، وهو ما يؤكد حسب زعمهم، ان المسلمين الشيعة ، يفضلون والعياذ بالله، يقدمون الائمة على النبي الاكرم (ص).

نحن هنا لسنا في وارد الدخول في سجال مع الابواق الحاقدة على المسلمين السنة قبل الشيعة، والتي تديرها اجهزة المخابرات الغربية والاسرائيلية، الا اننا سنمر سريعا على ما يشهده العراق خلال ذكرى وفاة النبي (ص)، وبالارقام والمعلومات نقلا عن وكالة الانباء العراقية الرسمية، وهي كافية لتثبت كذب ودجل اعداء المسلمين، فذكرى وفاة النبي (ص)، تشهد مراسم عزاء في العراق، لا مثيل لها في الدول الاسلامية الاخرى دون استثناء.

في هذا العام، عام 2023 ، وتحديدا اليوم الخميس ، المصادف لـ 28 من شهر صفر، ذكرى وفاة النبي (ص) اعلنت العديد من المحافظات العراقية منها الناصرية، و كربلاء ، والعمارة، و واسط، والسماوة، والنجف، والديوانية ، و..، عطلة رسمية بمناسبة وفاة الرسول الاكرم، من اجل تسهيل حركة الزوار القادمين من مختلف محافظات العراق، الى النجف الاشرف، لزيارة مرقد الامام علي (ع) ، معزين بوفاة النبي (ص). هذا بالاضافة الى تخصيص وزارة النقل العراقية 5000 حافلة لتفويج الزائرين المشاركين بالمناسبة.

ولما كان اعداء المسلمين، لا يكتفون بزرع الاحقاد والفتن عبر بث مثل هذه الاكاذيب من خلال منابرهم وفضائياتهم فقط بل يعملون بكل ما في وسعهم لايذاء المسلمين عبر تجنيد التكفيريين، لمنعهم من الزيارة، عبر تفجير العبوات والاحزام الناسفة وسط الزوار، لذلك تجند الدولة العراقية كل امكانياتها من اجل حماية الزوار المعزين بوفاة النبي (ص)، لذلك وصل وزير الداخية العراقي عبدالامير الشمري شخصيا الى النجف الاشرف امس، برفقه مدير متابعة مكتب رئيس الوزراء، وعدد من القادة والضباط، للاطلاع على الخطة الامنية والخدمية، لحماية وخدمة الزاور.

كما أعلن قائد عمليات الفرات الأوسط للحشد الشعبي في العراق اللواء علي الحمداني، يوم امس الثلاثاء، ان الحشد الشعبي بدأ بتطبيق الخطة الأمنية لتأمين الزيارة في النجف الأشرف بالتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية، التي انطلقت بمحاور مختلفة بإسناد ودعم جميع المعاونيات والمديريات في الحشد الشعبي، وان هناك قوات احتياطية وقوات خاصة وجهدا فنيا استخباريا عالي المستوى تم إدخاله ضمن خطة تأمين الزيارة.

هنا نسأل، هل تشهد دولة اسلامية اخرى مثل هذه المشاركة المليونية لمعزين بوفاة النبي (ص)؟، هل يتم الاعلان فيها عن عطلة رسمية بهذه المناسبة؟، هل يتم تجنيد كل امكانيات الدولة لخدمة المعزين؟، كل ذلك يحصل في العراق فقط، الذي مازالت "داعش" الارهابية ، صنيعة امريكا، تتربص بشعبه الدوائر؟.

قد يسأل سائل، ما علاقة زيارة الامام علي (ع) في النجف الاشرف، بوفاة النبي (ص)؟، الجواب على هذا السؤال بسيط جدا لدى المؤمنين الحقيقيين، فالامام علي (ع) هو "نفس" النبي (ص) وفق نص القران، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ"، لذلك فمن زار الامام علي (ع) "نفس" رسول الله في النجف، كمن زار النبي (ص) في المدينة المنورة.

ان المسلمين الشيعة لم ولن يقدموا شخصا على النبي الاكرم (ص)، واذا كانوا يبجلون اهل البيت (ع) ، فهم يبجلون بذلك النبي (ص) في الحقيقة، فالنبي (ص) هو القائل "حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا"، و"إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض".

ان مراسم عاشوراء تحمل خصوصية لدى المسلمين الشيعة والعديد من المسلمين، فهم في هذه المراسم يواسون نبيهم (ص) باستشهاد حفيده وإبن بضعته الزهراء (ع)، ظلما في كربلاء، عندما خرج لطلب الاصلاح في أمة جده (ص)، فحاصروه ومنعوا عنه الماء وذبحوه، ولم يرحموا حتى طفله الرضيع، واخذوا من بعده بنات رسول الله (ص) سبايا.

لذلك على المسلمين شيعة وسنة، الا يقعوا في فخ الجهات التي تتظاهر بالدفاع عن الاسلام، بينما هي ليست سوى ادوات يحركها اعداء الاسلام، من اجل النيل من المسلمين، عبر النيل من رموز قوتهم ووحدتهم، وفي مقدمة هذه الرموز، النبي الاكرم (ص) واهل بيته الاطهار (ع).

سعيد محمد