لودريان يغادر لبنان داعمًا حوار بري

لودريان يغادر لبنان داعمًا حوار بري
الجمعة ١٥ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٥:٢٢ بتوقيت غرينتش

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة على زيارة الموفد الفرنسي الى بيروت جان إيف لودريان التي انتهت على ما يبدو بتثبيت مواقف الجميع، فالأفرقاء اللبنانيون الذين التقاهم الأخير اقتنعوا أنه لا جديد من زيارته سوى حشد الدعم النيابي لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

العالم - لبنان

كتبت صحيفة الاخبار انتهت، أمس، زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان بإعادة تثبيت الوقائع السياسية الخاصة بالملف الرئاسي على ما كانت عليه منذ أشهر. إذ لا خرق حصل على أيٍّ من الجبهات.

وبدا مرة جديدة أن لا تبديل في الموقف السعودي، وأن توافقه مع الجانب الفرنسي لم يتجاوز حد اعتبار أن الأزمة الرئاسية تحتاج الى مناخات مختلفة لبنانياً وإقليمياً ودولياً، وهو ما جعل الجميع على اقتناع بأن الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري مرهون بالاجتماع المقبل لممثلي اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قبل نهاية هذا الشهر.

وكانت خلاصة زيارة الموفد الفرنسي، كما المداولات التي يجريها السفيران السعودي والقطري في لبنان، قد انتهت الى تثبيت مواقف الجميع. فلا أنصار السعودية وجدوا ما يدعوهم الى تغيير تحركاتهم، ولا حلفاء المرشح سليمان فرنجية يجدون أيّ سبب لتغييرات جوهرية في الموقف أو حتى في التكتيك، مع العلم أن هناك من يراهن بقوة على نتائج الحوار المستمر بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي يتعلق بشكل أساسي بالملف الرئاسي.

وحسب صيفة البناء في ملف الرئاسيّ ظهر أن الحديث عن انتقال الملف من يد المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى يد الموفد القطري، بدعم سعودي، مجرد شائعات لها وظيفة سياسية يرادفها الترويج لمقولة سقوط ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وفق معادلة سحب المرشحَين سليمان فرنجية وجهاد أزعور من التداول، بينما بدا في اللقاء الذي شهدته السفارة السعودية وحضره المبعوث الفرنسي بدعوة من السفير السعودي وليد البخاري وبمشاركة المفتي عبد اللطيف دريان و22 نائباً من الطائفة السنية من كل الاتجاهات السياسية، أن الموقفين الفرنسي والسعودي على توافق تام حول مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار والجلسات الانتخابية، وان لا بديل عنها، وأن التشاور والحوار يجب أن يقوم لإنتاج تفاهم على اسم مرشح أو أكثر. ويؤكد مشاركون في الحوار أن اللقاء لم يشهد ذكراً لأسماء المرشحين، وأن لا صحة لما قيل عن كلام منسوب للمبعوث الفرنسي حول سقوط ترشيح فرنجية، في محاولة للإيحاء بأن كفة ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون يتقدّم.

ورأت مصادر نيابية في لقاء السفارة خطوة مهمة لتظهير المواقف الخارجية والزخم الذي ظهر فرنسياً وسعودياً لصالح مبادرة الحوار من جهة، واختبار لخيار الحوار على مستوى نموذج مصغّر لتجمع نيابي يمثل كل الاتجاهات السياسية، رغم انتماء الحضور لطائفة واحدة، وقد شهد اللقاء نقاشاً بين المشاركين، وأظهر النقاش أن كفة الحوار ترجح وأن لا بدائل يمكن طرحها خارج هذه المبادرة.

وأوضحت الأوساط أن الملف الرئاسي لا يزال يلفه الغموض بانتظار ظهور نتائج زيارة لودريان وتظهير مواقف الكتل النيابية من الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري ولقاء التقييم بين لودريان والرئيس بري، وبالتالي ظروف انتخاب رئيس الجمهورية الداخلية والخارجية لم تنضج بعد».

وشدّدت على أن زيارة لودريان لم تحمل أي جديد سوى حشد الدعم النيابي لمبادرة الرئيس بري، كما أن لودريان لم يأتِ كممثل عن اللجنة الخماسية بل هناك آراء عدة داخل اللجنة الخماسية.

صحيفة النهار:بدا ممكنا استخلاص نهايات الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان عشية مغادرته بيروت اليوم بنتيجة يتيمة ولو انها تكتسب دلالة بارزة لجهة تبدل مسار المبادرة الفرنسية وهي تطور التلميح الى التصريح بضرورة الاتجاه الى الخيار الثالث رئاسيا او المرشح الثالث.

لم تنه هذه الخلاصة بطبيعة الحال معضلة الانقسام العمودي حول الحوار الذي بدا لودريان مستوعبا اكثر موقف المعارضة الرافض له خصوصا بعدما عاين في دارة السفير السعودي وليد بخاري كثيرا من مواقف النواب السنّة تماهوا في طرح التساؤلات وحتى الشكوك في جدوى الحوار ولو انهم لم يرفضوه.

ولذا كانت استعارة لودريان لتعبير النقاش بدلا من الحوار اشبه بلجوء الى تدوير الزاوية علّ وعسى تنفع في استيلاد مسلك تسووي بين رفض مطلق للحوار ومسعى لتزامن جلسات تشاور محدودة في الزمن مع تحديد موعد للجلسات المفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية.