عقب زيارة الرئيس الاسد للصين..

اي مكتسبات ستحققها سوريا والصين في مواجهة المشاريع الامريكية؟

اي مكتسبات ستحققها سوريا والصين في مواجهة المشاريع الامريكية؟
الجمعة ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٩:٤١ بتوقيت غرينتش

زيارة رسمية تاريخية للرئيس السوري للصين هي الاولى منذ عقدين، في احدى وجهها لا يمكن وضعها الا في اطار تعميق تحالفات التي تعمل عليها الدبلوماسية السورية لتعزيز علاقاتها الاقليمية والدولية ولمواجهة الحصار والاحتلال ومشاريع الانفصال التي تغذيها الولايات المتحدة والغرب.

العالم - ما رأيكم

وقال الباحث السياسي والاكاديمي محمد مرتضى ان المرحلة الراهنة معقدة الى حد ما وهناك محاولة امريكية لاعادة خلط الاوراق في المنطقة خاصة في لبنان ،وسوريا ،والعراق ،وايران. لافتا ان العلاقات السورية الصينية ليست جديدة وهي قديمة وربما شهدت تراجعا بسبب الحرب التي شنت على سوريا، لكن هذه الزيارة هي ثمرة لمجهود دام سنتين او اكثر من الحراك والعلاقات والمباحثات ، حيث جرت في سوريا والصين زيارات متبادلة من رجال اعمال وشركات بالاضافة الى تنسيق كبير في الامم المتحدة ومجلس الامن، حيث شوهد حراك صينيا كبيرا في كثير من القرارات التي كانت ترتبط بسوريا بالاضافة الى الدور الروسي.

وفيما يتعلق بالمرحلة التي اتت فيها الزيارة اشار مرتضى الى الظروف الاستثنائية التي تتعرض لها كلا من سوريا والصين حيث يوجد حصار اقتصادي وعقوبات على كثير من الشركات الصينية ومحاولة قطع طريق ما يسمى "الحزام والطريق" ومحاولة الضغط على الصين من خلال تايوان وهناك هجوم امريكي ضد سوريا والصين.

واضاف ان الصين تدرك اهمية سوريا وموقعها الجيوسياسي في المنطقة وعلى البحر الابيض المتوسط ووقوعها في خط طريق "الحزام والطريق" وموقعها في منطقة حيوية. مشيرا الى ان هناك استفادات متبادلة بين الصين وسوريا وان الصين لها برنامج ان توظف قوتها الاقتصادية سياسيا ، فلا يمكن ان تكون لاعب سياسي دولي دون وجود مقومات اقتصادية قوية ، والصين تدرك ابعاد اللعب الاقتصادية وان هناك بعض المحاذير وان المواجهة الاقتصادية السياسية الصارمة مع التيار الغربي او الولايات المتحدة الامريكية يحتاج لبعض المقومات، ولذلك فان الصين تزيد جرعات دورها السياسي.

من جانبه قال الباحث السياسي طالب ابراهيم ان الصين واحدة من القوى الصاعدة في العالم وتحتل المرتبة الثانية على الصعيد الاقتصادي كما ان الصين واحدة من خصوم الولايات المتحدة الرئيسيين، حيث تصنف امريكا الصين كخطر استراتيجي او كعدو محتمل ومنافس دائم لها وكل هذه العوامل تجمع بين سوريا والصين وحتى اطراف اخرى في العالم.

واشار ابراهيم ان الصين قادرة على تقديم الكثير من الامور لسوريا وخاصة في المجال الاقتصادي حيث يمكن للبلدين انشاء شراكة اقتصادية طويلة الامد وان يتم الالتفاف على قانون قيصر ومفاعيلة عبر التعامل بالعملات المحلية او العمل عبر دولة ثالثة و عبر استثمارات اخرى. وعبر عن امله ان تترجم الصين قوتها الاقتصادية لقوة سياسية وحضور سياسي في اكثر المناطق الاهمية في العالم منطقة الشرق الاوسط.

واوضح ان الصين تستطيع ان تلعب دور كبير لان الحرب التي شنها الغرب الامريكي الاوروبي والمتصهين ضد سوريا قد انتقلت من الخطة ألف وهي خطة اسقاط الدولة بالطرق العسكرية وعبر الاعتماد على جماعات ارهابية الى الخطة باء وهي تفريغ الاقتصاد السوري من مقوماته الاساسية وان تصبح سوريا طارد للكفاءات، وهنا الصين قادرة عبر العامل الاقتصادي ان تلعب دورا سياسيا بدعم الاقتصاد السوري في مجالات الطاقة والاستثمارت المتبادلة بعيدا عن الدولار ، وتستطيع الصين ان توظف قدرتها الاقتصادية الهائلة لصالح الاقتصاد السوري وهو ما سيمكن الدولة السورية من تحقيق الصمود السياسي وافشال الخطة باء وربما المشروع برمته.