ثينك تانك..

أفريقيا بين المطالب الغرب الغربية والعروض الروسية الصينية

الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

بين أفول الأوروبيين وازدحام الأجندات الأميركية، وبين بروز النجم الصيني والروسي، أفريقيا وطموح الاستقلالية على خارطة نظام عالمي جديد.

العالم - خاص بالعالم

لم يكن مسار أفول النجم الفرنسي في سماء القارة الأفريقية نتيجة لسياسات حديثة. بل هي تراكمات عقود من سياسة استعمارية تقليدية تركت إرثا سلبيا أكثر منه إيجابيا في القارة السمراء.

في المقابل، ملفات كثيرة على طاولة السياسة الخارجية الأميركية تبطئ مسار علاقات واشنطن مع أفريقيا، وتؤخر عملية تدارك الأخطاء التي عنونت المرحلة السابقة من تعاط مبني على المطالب والشروط.. والاملاءات.

كل هذا ترك مساحة كافية لكي يدخل الصيني والروسي على ساحة المنافسة لنيل الثقة الافريقية. مع سلاح التنمية الذي في يد بكين، وسلاح الأمن الذي في يد موسكو.

فهل تنجح الصين وروسيا في ملء الفراغ الذي تركته هفوات السياسة الفرنسية والاجندات الاميركية في افريقيا؟

مركز الدراسات الاول ، من مراكز الدراسات التي تناولت هذه القضية، مركز افريقيا للدراسات الاستراتيجية الذي نشر مقالة بعنوان.. استراتيجية الجبهة الموحدة الصينية في افريقيا. المقالة تركز على عمل هذه الجبهة الصينية للعمل في افريقيا.

إحدى ركائز جهود الصين الأساسية لاكتساب النفوذ في أفريقيا والعالم، تتلخص في الاستراتيجية السياسية المعروفة باسم "الجبهة المتحدة".. تشمل أهداف تأثير الجبهة المتحدة قادة القطاع الخاص، والمثقفين العامين، والمؤسسات المؤثرة، ووسائل الإعلام، والأوساط الأكاديمية، ومراكز الفكر، ومنظمات المجتمع المدني.

تشير استطلاعات الرأي المستقلة إلى أن أقوى دعم وجاذبية للصين في جميع أنحاء العالم يأتي من أفريقيا، حيث يكون التقبل لوجهات النظر والتجارب الصينية في أعلى مستوياته. ومن هنا، تستثمر الصين بكثافة في كسب حسن النية لدى أفريقيا لدعم مساعيها العالمية.

من خلال زيادة المشاركة مع مؤسسات ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأفريقية، تسعى بكين لنشر صورة الصين الإيجابية ومواجهة شيطنة الغرب لها. تعتمد حملة الجبهة المتحدة على العديد من الأدوات للتأثير على السياسة والرأي العام. وهذا يعتبر مسارا أفضل بالنسبة للصين، حيث يمكنها التأكيد على أن وجهات نظرها مشتركة وليست مفروضة.

مركز الدراسات الثاني، بعد آخر لمتغيرات الساحة السياسية والاقتصادية والأمنية في افريقيا يتمثل بالدور الذي تلعبه روسيا وبعض القوى الوسطى كما وصفتها مقالة المجلس الاوروبي للعلاقات الدولية، في هذه المقالة إشارة إلى العوامل التي أوجدت الواقع الحالي.

العامل الذي تم تجاهله (في الانقلابات الأفريقية) هو ضعف النظام العالمي والبيئة الدولية المساعدة للانقلابات. يجب التنبه لدور "القوى المتوسطة" وروسيا في الاستفادة من هذه البيئة. بينما تتراجع واشنطن لصالح منافستها مع الصين، ومع إعطاء الأولوية للضروريات، تراجع دعم "الديمقراطية" في أفريقيا لأسفل قائمة الأولويات الاستراتيجية الأميركية

ومع تغير النظام العالمي، تسعى القوى المتوسطة إلى تعظيم سيادتها وتوسيع نفوذها. تقتحم روسيا حزام الانقلابات وتتقاسم نفس دوافع القوة المتوسطة، ما عدا الرغبة في تقويض الغرب. لكن مواصلة التنافس مع الغرب يوفر دافعا ثانيا لتركيز روسيا على صد النفوذ الأوروبي الأقوى، وتحديد الوجود الفرنسي في دول الساحل

لن تكون هناك عودة إلى النظام الأحادي القطب بقيادة أميركية؛ ولا يوجد محور أميركي للإبقاء على النظام القائم على القواعد ضد الانقلابات في أفريقيا. كما أن مشاركة فرنسا القوية في مستعمراتها السابقة لن تسد فجوة القيادة الأميركية. فحمى المشاعر المعادية لفرنسا في مستعمراتها السابقة في الساحل تقيد فعاليتها.

ضيف البرنامج:

- عبدالله الاحمد الباحث في الشؤون الدولية من دمشق

التفاصيل في الفيديو المرفق ...

كلمات دليلية :