وثائقي..

الملكة والحرب.. الجزء الثاني

الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠١:٥٤ بتوقيت غرينتش

في شهر آذار/ مارس عام 1980وفي الحدود الغربية عمل الجيش العراقي على انشاء طرق على الحدود مع ايران، وصدّام يخطط لمهاجمة ايران منذ سنوات، ويرى الى جانبه اشخاصا من كبار قادة جيش الشاه، بعضهم كانوا يترددون على العراق كثيرا، حيث التقوا صدّام وقادته الأمنيين.

العالم - وثائقيات إيران

حيث كتب جوليان امبري تقريرا لوزارة الخارجية البريطانية، قال فيه انه التقى بمعارضين للنظام الايراني الجديد بينهم بختيار وفريدون جم واويسي واردشير زاهدي، وعرف انا صدام اقترح التعاون بينه وبين رئيسي وزراء الشاه بختيار واويسي، وكان الوسيط بين صدام وبختيار واويسي برزان ابراهيم التكريتي، الاخ غير الشقيق لصدام ورئيس الاستخبارات العراقية.

وكانت السفارة البريطانية في بغداد، قد رصدت حركة أحد أقدم قادة الجيش الملكي "غلام علي أويسي"بين بغداد وكردستان العراق دون ان يعرف احد، ماذا يدور في رأس هذا الجنرال الغامض، الأمر الذي ستخرج به وثائقه من السرية في الأرشيف البريطاني بعد 40 سنة.

وتم فيما بعد الكشف عن الشخص المجهول الذي كان يؤمّن مبالغ الدعم المادي الكبيرة لبختيار، انه ليس ايرانيا، وليس له أي علاقه بالاتجاه القومي لعائلة بهلوي، الرجل الغامض هو صدام حسين التكريتي، وكان شقيق صدام برزان، يتنقل في تلك الايام بكثرة بين بغداد وباريس، فما هي طبيعة علاقة صدام مع عائلة الشاه؟

خلية الانقلاب تشكلت في باريس تحت اشراف بختيار، وكان مقررا ان يقود الانقلاب بنفسه، فيما تولى أويسي مسؤولية تحريض القوات البرية، وهنا يتكشف السر وراء تواجد أويسي في العراق، والممول الرئيسي للانقلاب هو العراق، فيما انشغل أويسي حتى ذلك الحين في تدريب القوات الايرانية المعارضة.

لكن بختيار لم يكن يقنع بقيادة الانقلاب فقط، فقد اسس بدعم من صدام محطة اذاعية، حيث بدا من هناك المواجهة الاعلامية مع الجمهورية الاسلامية، ولم يكن احد يعرف بعد، ما هو هدف صدام من كل ذلك، والدعم الذي يقدمه لعائلة الشاه.

وبحسب وثائق الانقلاب كانت عائلة الشاه تريد ارتكاب مجزرة كبيرة من اجل القضاء على الثورة، انقلاب دموي بدعم من جيش نظام البعث.

لكن الانقلاب فشل قبل ان يبدأ، ومن حينها كل الذين كانوا يعارضون بقاء الجيش وجدوا الذريعه المناسبه للمطالبة بحله، وهذا ما مثّل أكبر خدمة لنظام البعث في العراق.

وعلى أعتاب حرب كبرى حيث بدا صدام لعبه رابحه مع ايران في الانقلاب سواء فشل ام نجح نجح كان يمثل نصرا لصدام فاداه فشل الانقلاب تم تحييد الجيش الايراني بصوره كبيره وتحت الضغوط كان من المستبعد ان يصمد ويحافظ على هيكليته اعتقد صدام ان الجمهوريه الاسلاميه اقتربت من نهاياتها

في شهر اب اغسطس من عام 1980 المحاوله والانقلابية فشلت والجيش حافظ على رباطه جاشه في هذه الظروف، وبحسب الوثائق البريطانية نقل أويسي وحبيب الله وجنرالات الجيش الشاهنشاهي السابق المعلومات العسكريه للبلاد الى صدام، وكانت العائلة المالكة متاكده من ان هجوم صدام على ايران قد اصبح حتميا.

واما ستيفان ديبريتيا كبير خبراء الشأن العراقي لدى CIA اورد في كتاب الحرب الايرانية العراقية تلقى البعثيون تأكيدات من بختيار بأن هناك معارضة شعبية واسعة لآيه الله الخميني في ايران فيما نصح العسكريون الايرانيون الهاربون من ايران بعد الثورة باستغلال الخلافات الداخلية في البلاد.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...