سوق البلح يحتضر بسبب المعارك في السودان +فيديو

الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٥:١٤ بتوقيت غرينتش

تهدّد المعارك في السودان بتفكيك الصناعة في البلاد، مؤثّرة سلباً على القطاع الزراعي الذي يعتاش منه معظم السودانيين. وفيما يشكّل البلح غذاء يومياً في البلاد، يعجز المزارعون عن الحصول على تمويل أو تسويق منتجاتهم بسبب توقّف شركات الصناعات الزراعية الكبرى عن العمل.

العالم - السودان

تشهد المناطق الواقعة شمال العاصمة الخرطوم كما في جميع أنحاء شمال السودان بدء موسم حصاد البلح لكن المزارعين في جميع الأنحاء وبسبب الحرب والمعارك التي تعيشها بلادهم يعجزون عن الحصول على تمويل أو تسويق منتجاتهم والسبب توقف شركات الصناعات الزراعية الكبرى عن العمل. وبسبب الحرب أيضا توقف حذيفة يوسف عن دراسته ولجمت أحلامه ليتجه للمشاركة في حصاد البلح لكسب القليل من المال.

ويقول حذيفة يوسف وهو أخصائي أشعة:"کنت في الهند للتحضير للماجستير، لکن مع الحرب الذي قامت والاوضاع التي حدثت رجعت للولاية الشمالية للمشارکة في حصاد البلح".

وقال الفاتح البدوي وهو مزارع بلح:"أسعار البلح متدنية من دون الاشياء الاخری لعدم وجود السوق وبالذات في هذا العام، التجار متخوفون ولايريدون ان يشتروا منا وقد کان السوق الاقرب لنا سوق الخرطوم".

تحديات هائلة ترافق مواصلة السودانيون لأعمالهم من زراعة وتجارة وحتى صناعة ففي أيار/مايو أعلنت اهم مجموعة للصناعات الزراعية وهي أكبر مصدر للوظائف في السودان تعليق أنشطتها واستثماراتها في البلاد. هذا والخرطوم التي كانت قبل الحرب مركزاً للتجارة ورئة السودان الاقتصادية غيرت المعارك ودمرت بنية اقتصادها الضعيف أصلا. وبحسب الأمم المتحدة تضرر جراء الحرب القطاع الزراعي الذي يساهم بأربعين بالمئة من أجمالي الناتج المحلي ويوفر ثمانين بالمئة من الوظائف.

وقال الجراح أحمد علي وهو مزارع سوداني:"هناک حاجة لأن تولي الدولة عناية واهتمام للمزارع السوداني وتوفر لهم الارشاد الزراعي لتکون الزراعة بالطريقة العلمية والحصاد والتخزين کذلک لنضمن جودة الانتاج".

ويشكل البلح غذاء يوميا في السودان الذي يحتل المرتبة السابعة على قائمة منتجي البلح في العالم، غير أن الدولة التي لم تدفع رواتب الموظفين منذ خمسة أشهر تجد صعوبة في توفير الغذاء الأساسي لسكانها منذ فقد الموردين الرئيسيين للقمح روسيا وأوكرانيا وبات قرابة ستة ملايين سوداني على شفا المجاعة في بلد كان يعد حتى قبل الحرب من بين أكثر دول العالم فقرا.