خطة باء الامريكية في سوريا والرسالة السرية للعصابات الارهابية

خطة باء الامريكية في سوريا والرسالة السرية للعصابات الارهابية
الأحد ٠١ أكتوبر ٢٠٢٣ - ٠٨:٣٥ بتوقيت غرينتش

في سياق حملتها التصعيدية في سوريا.. تعلن الخارجية الامريكية تغيير اسم سفارتها عبر حذف كلمة دمشق واستبدالها بشعار سفارة امريكا في سوريا، مع الاستعداد لنقل مقر السفارة من دمشق الى الحسكة حيث القواعد الامريكية والسيطرة على هذه المنطقة وايضاً لتواجد مقرات قسد هناك.

ويرى المستشار في العلاقات الدولية د. قاسم حدرج، ان الطموح الامريكي في تقسيم سوريا ليست مسألة جديدة، بل قديمة وانما اخذت الآن خطوات تنفيذية على الارض. واستشهد بتصريح وزير الخارجية الامريكية جون كيري عام 2015 حينما قال امام لجنة العلاقات في الكونغرس الامريكي، انه ونتيجة لصمود الدولة السورية، سنضطر الذهاب الى خطة باء وهي الخطة البديلة لتقسيم سوريا.

ويوضح ان ما تقوم به امريكا هو اعلان لشد العصب لأدواتها التي تسعها من خلالها تحقيق مشروعها التقسيمي الفاشل، الذي فشل على مستوى الادوات الكبرى في الدول، والآن تلجأ الى ادواتها الصغيرة في سوريا. واضاف، انه وفقاً لعلم العلاقات الدبلوماسية فان التمثيل الدبلوماسي يجب ان يكون بموافقة الدولة المضيفة، فاذا تم طرد السفير الامريكي من سوريا عام 2012، فليس لامريكا سوى تواجد عسكري احتلالي على الارض السورية.

كما استطرد يقول، ان امريكا تعتمد على جناحين في سوريا، جناح قسد وجناح العشائر لضم الجماعات الارهابية معاً، كجماعة ارهابيي الرقة الذين انضموا الى النصرة، وجماعة داعش، ووضعهم في قالب جديد يطلقون عليه "جيش سوريا الحرة"، بمعنى اعادة تدوير النفايات الارهابية واسناد المهام لها، معتبراً المعارك التي حصلت بين مقاتلي قسد والعشائر ما هي الا سيناريو هوليودي لاعطاء معنويات بان امريكا ستسمح للعشائر بالاشتباك مع قسد لرسم خطوط نارية فيما بينهما، تمهيداً لاطلاقهم تحت مسمى جديد يوكل اليه مهام، اهمها قطع طريق مثلث التنف منعاً لوصول الامدادات للمقاومة في لبنان وفلسطين.

ويؤكد ان قسد لديها مهمة اخرى وهي العمل على واقع تقسيمي في سوريا ويضر بتركيا وايران ايضاً، موضحاً ان هناك عدة اهداف للولايات المتحدة، على رأسها البقاء في سوريا بذريعة دعم العشائر وقسد والسيطرة على مصدر الثروات السورية في الحسكة لكي يؤتي الحصار اكله.

من جانبه، يرى الباحث السياسي السوري د. حيان سلمان، انه لا يوجد جديد ازاء موضوع التقسيم الامريكي لسوريا، والجديد في الامر ان امريكا امام خيباتها الكثيرة في العديد من مناطق العالم، كأوكرانيا وافريقيا وغيرها قد كشفت عن حقيقتها. وقال:ان امريكا طرحت مبادرات كثيرة لتقسيم سوريا بعد غزو العراق، وحاوت طرح مبادرتها الرباعية بإلغاء تواجد المنظمات الفلسطينية وقطع العلاقة مع حزب الله وايران، والتطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، والآن تفاجأ العالم على انها غيرت اسم سفارتها في دمشق.

ويوضح، ان سوريا كاملة لا تقبل القسمة على واحد، ولذا بدأت الولايات المتحدة بتنفيذ خطتها باء وزادت من عنجهيتها، وارادت ان ترسل رسالة الى عصاباتها الاجرامية على ان السفارة ليست في العاصمة دمشق، وانما على الارض السورية، وهي تقصد بذلك تقسيم سوريا، ويؤكد ان كل المشاريع الامريكية ستفشل بالتأكيد كما فشلت في محاولات نشر فوضى الشرق الاوسط وغيرها.