وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية اليوم الثلاثاء أكد حكيمي أن تداعيات فضيحة تبديد ثلاثين ??مليار دولار في عقود أبرمت خلال الحربين على العراق وأفغانستان ستكون سيئة على المجتمع والرأي العام الأميركي: إذ بدأ الرئيس أوباما يخطط لتجاوز هذه القضية وتداعياتها؛ لأن الرقم المذكور في تقرير لجنة الکونغرس الأميرکي ـ ثلاثين مليار دولار ـ رقم كبير جداً وله تأثير على الرأي العام الأميركي.
وأوضح حكيمي: عندما وصل الرئيس أوباما إلى رئاسة الولايات المتحدة وعد بوضع الحد من اللجوء إلى العقود الثانوية؛ فهوكان يعرف تماماً أن هذه الشركات المتعاقدة مع البنتاغون والجهات الحكومية الأخرى في الولايات المتحدة أضرت بالإقتصاد الأميركي خلال الحرب في أفغانستان والعراق.
وتوقع حكيمي أن يلجأ أوباما في المرحلة القادمة إلي: الحد بجدية من التعاقد مع هذه الشركات؛ وربما يضع قوانين تحد من صلاحية هذه الشركات.
وأشار حكيمي إلى أن أوباما يواجه مشكلة أخرى في هذا الشأن: وهي أن البنتاغون بدأ من الآن يفند هذه التقارير ويرفض محتواها مع الإعتراف ببعض الأخطاء التي حصلت. موضحاً بأن: البنتاغون قال هناك ظروف خاصة أمنية للتعاقد مع هذه الشركات؛ وإن إجراء المناقصات الطويلة في بعض الأحيان لا يلبي إحتياجات المقاتلين.
وفي الشأن الأفغاني بالذات أوضح حكيمي: بغض النظر عن هذا التقرير فإن الشركات التي تعمل على الساحة الأفغانية خاصة ـ سواء الأميركية أو الأجنبية أو الشركات الداخلية المتعاقدة مع هذه الشركات الأجنبية ـ فيها أنواع من الفساد المالي والإداري.
وصرح أن: عدد كبير من الجهات والموظفين في الحكومة الأفغانية متورطون في فساد الشركات الأميركية والأجنبية في أفغانستان؛ وهم يأخذون جزءاً من هذا المال الذي يأتي عن طريق الفساد المالي في هذه الشركات.
وأضاف: وعلى رأس هؤلاء أشخاص يشغلون مناصب عالية في الحكومة الأفغانية على مستوى الوزراء؛ فعلى سبيل المثال يملك نجل عبدالرحيم وردك وزير الدفاع الأفغاني أحدى هذه الشركات الأمنية الكبرى المتعاقدة مع قوات الناتو والقوات الأميركية في أفغانستان.
واستبعد حكيمي أن تستطيع الحكومة الأفغانية الحالية محاسبة أو ملاحقة هؤلاء: إلا إذا تغير النظام؛ فالحكومة متورطة بكل تأكيد وبشكل كبير في هذا الفساد.
ورأى حكيمي أن أوباما عندما جاء إلى الرئاسة في الولايات المتحدة أراد أن يصلح الأخطاء السياسية الأميركية في أفغانستان؛ مبيناً: ولكن حتى هذه اللحظة لم ينجح في إصلاح هذه السياسات؛ فهو لايزال يواجه مشاكل وعراقيل كثيرة جداً في تطبيق هذه السياسات على أرض الواقع الأفغاني.
وأضاف: لذلك لم نشهد بعد مجيء الرئيس أوباما تقدماً ملموساً للولايات المتحدة على الأرض في أفغانستان؛ بل بالعكس بدأت حركة طالبان والمعارضة للولايات المتحدة حتى خارج إفغانستان تتقوي، موضحاً: هم يعرفون تماماً أن الولايات المتحدة بدأت بالتخبط في أفغانستان ولذلك تجرأوا بدعم حركة طالبان والجماعات المسلحة في أفغانستان ضد الوجود الأميركي.
18:52 08/30 Fa